الاستعدادُ الروحي يُمثّل الدّاعم والدّافع الأساسي في عملية الانتظار، وعلى المؤمن السَّعيَ والاجتهاد في التدرّج في مراتب الإيمان، والتّحصّن بالتقوى، والاستكثار من الصالحات، والعَمَل بالورع ومحاسن الأخلاق، والمجاهدة في سبيل تَزكية النَّفس وَتَهذيبها مِنَ الصفات الخَبيثة، والأَخذِ بها نَحو مَقامات التّكامل، فلعلّه بذلك يبلغ تَوفيقَ الإلتحاق بصفوف الخِيَرة المُنتَجَبين، وصُحبة الأبرار الصادقين مِن أَنصارِ الإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، الذين وَصَفَتهم روايات أهل بيت العصمة " إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ، اَلْقَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِ، و اَلْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ، أَفْضَلُ مِنْ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ اَلْعُقُولِ واَلْأَفْهَامِ واَلْمَعْرِفَةِ ما صَارَتْ بِهِ اَلْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْمُشَاهَدَةِ." إنَّ الله تعالى قد شاءَت إرادَته واقتَضَت حِكمَته أنْ تكون للإمام (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) غَيبَةً طَويلَة وحَيرة مُضلّة، قَد جَعَلَها اللهُ سِرًا مِنْ أسراره، لا يحيط بها عِلمًا سواه؛ قَد أَخْضَعَها لِمَشيئَتِهِ وَإرادَتِهِ وَقَضائِهِ وَتَقديره؛ وَأَحاطَها بِتَخطِيطِهِ وَتَدبيرِهِ، وَجَعَلَ فيها التَّمحيصَ والغَربَلَة، يَسقطُ فيها المُنافِقون وَيَنجو المُخلصون. وَقَد أَوضَحَ اللهُ تعالى لعباده طَريقَ الخلاص، وأمَرَهم بالتمسّك بِحَبلَي النَّجاة كتاب الله تعالى وعترة نبيّه المصطفى (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)، الفُلْكِ الجارِيَةِ في اللُّجَجِ الغامِرَةِ يَأمَنُ مَنْ رَكِبَها وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها.
Hinweis: Dieser Artikel kann nur an eine deutsche Lieferadresse ausgeliefert werden.
Hinweis: Dieser Artikel kann nur an eine deutsche Lieferadresse ausgeliefert werden.