هذا الكتاب موسوعة كلامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وهو في حقيقته رد ونقد كلامي وجدلي شامل وطويل النفس مبني على أسس المدرسة العدلية (زيدية واعتزالية ، توجه به مؤلّفه الزيدي إسحاق بن محمد العبدي ت. 1115هـ) لنقد أسس المدرسة الأشعرية والصوفية ممثلةً بالعلامة الأشعري الصوفي إبراهيم بن حسن الكوراني (ت. 1101هـ)، نزيل المدينة النبوية. وهو صورة من الجدل الكلامي العدلي الأشعري في قرن لم يظفر بعناية الباحثين إلا لماما ، هو القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي، وتحديداً قبل ولادة المصلح النجدي محمد بن عبد الوهاب ولد . 1115هـ)، بمدة قليلة. هذا الكتاب في مخطوطته الأصلية مجلدان، وهذا المطبوع بأجزائه الخمسة هو المجلد الأول منه في التوحيد. وفيه عاد المؤلف إلى الكتب السائدة في عصره، التي كانت هي مراجع العلماء المعتمدة، وكان عليها الاشتغال فأوعب وأوعى، واستقرى الأقوال وبحثها بحثًا عميقاً تفصيلياً ، لا يبعد عن طريقة العلماء الجدليين في التراث العربي والإسلامي كابن حزم الظاهري، وابن تيمية، وغيرهما. وقد أفاد المؤلف من ابن تيمية في مواطن عديدة، مصحوباً بمدحه والثناء عليه في رده على الأشعرية وعلى التصوف الأكبري. والكتاب حافل بكل القضايا التي أسست تاريخيا، علم الكلام والفلسفة في الإسلام، كالوجود، والماهية، والهوية، والوحدة والكثرة، والصفات الإلهية، وأحكام الجواهر، والأعراض، والإمامة، والصحابة، وغيرها. وهو دليل كاف على رقي الحالة العلمية والفكرية في القرن المذكور، وعلى بطلان الدعوى السائدة أن هذا العصر كان عصر "جاهلية"، كما يقول الوهابية، وعصر "انحطاط" كما يدعي بعض المستشرقين
Hinweis: Dieser Artikel kann nur an eine deutsche Lieferadresse ausgeliefert werden.
Hinweis: Dieser Artikel kann nur an eine deutsche Lieferadresse ausgeliefert werden.