نستهدف من خلال هذا الكتاب دراسة الجاذبية الترابية والتنافسية المجالية التي أضحت تميز مجال جماعتي سيدي المختار وأولاد المومنة وذلك من خلال تحليل كيفية ومدى مساهمة قوة الجاذبية الترابية للمجال في الرفع من مستوى قدرته التنافسية، ودراسة كيفية مساهمتها في تفكيك البنيات التقليدية به و إعادة تشكيل المجال وتحقيق التنمية الترابية به من خلال جذب الاستثمارات، إن الجاذبية النوعية التي ميزت مجال الدراسة كانت لها مجموعة من الانعكاسات، منها ما هو سلبي ومنها ما هو ايجابي، إذ منها ما ساهم في تثمين مجموعة من عناصر الرأسمال الترابي كتأهيل الرأسمال البشري ("مثلا من خلال الرفع من خبرة الساكنة في العمل في قطاع إنتاج الحوامض ")، ومنها ما ساهم في التأثير السلبي على بعض العناصر الأخرى للرأسمال الترابي (استنزاف الفرشة المائية، نضوب العيون المائية).ساهمت الجاذبية الترابية للمجال المدروس في تفكيك البنيات التقليدية لمجموعة من القطاعات خاصة القطاع الفلاحي، والمساهمة في إعادة تشكيله من خلال تجديده في مجالات معينة، وتراجعه وتخلفه في مجالات أخرى ومنه فالضرورة اليوم تحتم أكثر من أي وقت مضى على العمل على استقطاب المقاولات المواطنة، وإذ نقول المواطنة فنقصد بها تلك المقاولات التي تعمل على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية بعقلانية، وتساهم في استدامة الرأسمال الترابي للمجال وتحقيق التنمية الترابية به.