مهاراتِ الاتّصالِ إلى جانبِ أنّها موهبةٌ، فإنّها كذلك مهارةٌ يمكنُ اكتسابُها، وهذا منْ أفضالِ اللهِ علينا، إذْ تلعبُ العواملُ الثّقافيّةُ والاجتماعيّة دوراً هامّاً في دَرَجةِ اكتسابِ الفَردِ لها، فكمْ منْ مُتَحَدِّثٍ أو خطيبٍ أكتظَّ مجلسُهُ بالمُنصتينَ، وآخَرٌ أخذَ مستمعوه بالتّناقُصِ قبْل أنْ ينتهيَ منْ حديثهِ، ومهاراتُ الاتّصالِ لا تكمُنُ في الحَركاتِ واختلافِ نبَراتِ الصّوتِ، والتّشديدُ على النّقاطِ المُهمّةِ فحسْب، بل بِرَبْطِ الحديثِ بواقعِ الحياةِ اليوميّةِ، واستخدامِ الجُمَلِ الإخباريّة إلى جانبِ الجُمَلِ الاسْتفهاميّة، كلُّ ذلكَ مهاراتٍ يتَمتّعُ بها بعضُ النّاسِ وحُرِمَ منها آخرون، وهي أكثر ما يحتاج أنْ يتحلّى بها الانسانُ بشكلٍ عامٍّ، وأخصّائي المعلوماتِ على وجهِ الخصوصِ، فكلّما نجحَ في إتقانِ هذهِ المهاراتِ كانتْ درجةُ الاستجابةِ أكبر لدى الآخرينإنّ مهاراتِ الاتّصالِ وكتابةَ السّيرةِ الذّاتيّةِ واجتيازَ المقابلاتِ الشّخصيّةِ منَ المقوّماتِ الأساسيّةِ الّتي يجبُ أنْ يمتلكَها أخصائيُّ المكتبات والمعلومات؛ ليمتلكَ القدرةَ على الالتحاقِ بسوقِ العملِ، وجذْبِ الروّادِ؛ لأنّ الكادرَ البشريَّ هوَ عاملُ الجذْبِ الأوّلِ والأقوى مِنْ أيِّ عاملٍ آخرَ كالمقتنياتِ أوِ التّأسيساتِ الخ.