إن الله خلق السماوات و الأرض و وضع الميزان للمادة و وضع المكيال للطاقة، و قال للناس من أقامهما فهو في عيشة راضية و من طاغ فيهما فهو في الهاوية، و خلق الناس و جعلهم سواسية و أحرار في أعمالهم. و في الواقع طغى الميزان على المكيال لأن الناس لا يؤمنون إلا بما هو ظاهر، فكِلنا الطاقة بالميزان فاختل التوازن. بينما جعل الله الموازين بينهما معيار للحياة و الموت و قال في سورة الحاقة " فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ6 فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ7 وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ 8 فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ9". و أصبح الصراع على المادة يأخذ مصراه بين الناس و المجتمعات، و أصبح كلا من العلم و الدين مطية و حصان طروادة يمتطيه أصحابه ليحاربوا به الآخرين و دخلنا في صراعات بدأت منذ فجر التاريخ و لم تنتهي، رغم نزول الرسالات لجميع الأمم.و لا يمكن لهذا الصراع القائم في الدين و في العلم و ما بينهما، و الذي حجب النور على الناس، أن ينتهي إلا إذا اهتدينا لمن خلق هذا الكون و صممه و وضع قواعده و أمر إبرهيم الخليل برفعها ليعلمها الناس و يسيرون بهديه، و هذا هو العلم الذي جاء في القرءان الكريم و وضعه الله في جينات كل بشر و أمرنا أن نفقهه و نتدبره و نفكر فيه و نعمل به، و لكن إبليس استولى على الدين و العلم معا، و أصبح من لا يعبد الله فهو إما يعبد الشيطان أو يشرك الله بمخلوقاته، و هو يحسب أنه يحسن صنعا...