بالرغم من تعدد المنظمات الإقليمية التي يُفترض أن تهتم بثورات الكرامة العربية وتؤثر فيها ، إلا أن المنظمات التي اهتمت فعلاً بتلك الثورات كانت محدودة للغاية ، فقد كانت جامعة الدول العربية هي أول وأهم المنظمات الإقليمية التي أولت ثورات الكرامة العربية اهتمامها ، وأكثرها تأثيراً فيها في ذات الوقت .أما مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، فقد وزّع اهتمامه على ثورات الكرامة العربية إلى ثلاثة أنواع من الاهتمام : الاهتمام الأول اهتمام مباشر ، وشمل ثورة البحرين وثورة اليمن ، الاهتمام الثاني اهتمام غير مباشر ، وشمل ثورة مصر وثورة سوريا ، الاهتمام الثالث اهتمام محدود ، وشمل ثورة تونس وثورة ليبيا .واهتمت منظمة التعاون الإسلامي بثورات الكرامة العربية على طريقتها ، التي تعمد دوماً إلى عدم تفريق الشمل الإسلامي ، ومن ثم تتعامل بدبلوماسية ، لأن كل دول الثورات ، والدول التي تناصرها ، والأخرى التي تناهصها أعضاء فيها .أما الاتحاد الإفريقي ، فكان أقل المنظمات الإقليمية اهتماماً بثورات الكرامة العربية ، وأقلها في ذات الوقت تأثيراً فيها ، علماً بأن القارة الإفريقية شهدت ثلاث ثورات ، ولذلك اسبابه التي سنوضحها بعد قليل .وكذلك للمنطمة العالمية وهي الأمم المتحدة موقفها من الثورات العربية الذي بدى مجدياً في بعض الحالات وغير مجدي في حالات أخرى . في هذا الجزء نتناول تأثير المنظمات الدولية الإقليمية والعالمية في الثورات العربية ، وذلك من خلال الفصول الخمسة التالية :الفصل الأول : تأثير جامعة الدول العربية في الثورات العربية .الفصل الثاني : تأثير مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الثورات العربية .الفصل الثالث : تأثير منظمة التعاون الإسلامي في الثورات العربية .الفصل الرابع : تأثير الإتحاد الإفريقي في الثورات العربية .الفصل الخامس : موقف المنظمة العالمية (الأمم المتحدة) من الثورات العربية .