هل لقوة غير عاقلة أن تخلق قوة عاقلة…؟! تساؤل طرحه روسو وتبناه علماء طبيعيون وفلاسفة، عماده أن البشر كائنات تملك الإرادة والتدبير، والبشر لم يخلقوا أنفسهم، فلابد إذن أن لهم خالقًا يملك صفات الإرادة والتدبير بأعلى منهم، ويقابل هذا مقولة هوكينج أن الطبيعة خلقت نفسها، مع أنه لم يسلم أن الطبيعة لا تملك عقلًا، وهنا المأزق المنهجي. وبين الفريقين تقوم أسئلة مثل: لماذا جاء الكون إلى الوجود، وهل لوجودنا معنى، وما مصيرنا بعد الموت؟!. والفريق الأول يقبل هذه الأسئلة ويقدم لها أجوبة، بينماالثاني يرفضها بناء على مقولة الحتمية العلمية ومؤداها تجاهل هذه الأسئلة. وفي كتابي هذا استضفت سبعة نماذج لعلماء وفلاسفة غربيين دخلوا في نقاشات مباشرة فيما بينهم، فيها ثراء معرفي يكشف حال الحجج بين الفريقين، وهو حوار وجدت فيه متعة عقلية ووجدانية، وأملي أن يجد القراء والقارئات متعة مماثلة مع فصول الكتاب.