تتمحور القضية الأساسية التي يتناولها هذا الكتاب في سؤال مفاده: ماذا فعلنا نحو نبينا "صلى الله عليه وسلم" ؟ هل قمنا بواجبنا على الوجه الأكمل نحو التعريف به، والإعلام عن خلقه العظيم، لشعوب العالم؟ إن هذا الواجب ليس ترفًا فكريًا، بل هو أولوية لا مناص منها، وإلا سنظل أسرى حدودنا، نتكلم ونسمع أنفسنا، وهم يصرخون ويسمعون أنفسهم، ويغيب الحوار الهادئ الرصين، والدعوة السمحة التي هي أساس إسلامنا، وعنوان هدي نبينا "صلى الله عليه وسلم" فما أروع جوانب العظمة في شخصية المبعوث رحمة للعالمين؛ الذي أذهل مؤرخي البشرية شرقا وغربا؛ بروعة أخلاقه وكمال شخصيته، وعظمة الرسالة التي حملها. وقد حمل هذا الكتاب عنوان "فلسفة الرحمة في شخصية النبي "صلى الله عليه وسلم" مستهدفا تركيز الضوء على جانب من جوانب خلُق الرسول ورحمته بالبشر، وعرض أبرز تنظيراته وسلوكياته وتوجيهاته، وتعاليمه لأصحابه، التي تزخر بها آلاف الصفحات في كتب صحاح السنة والسيرة العطرة؛ أملا في تقديم الحقائق الناصعة للمسلمين أولاً، ولكل البشر ثانية.