كل من اشتغل بتاريخ الشرق الإسلامي يعلم أن القرون الثلاثة (السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر) كانت قرونًا مظلمة، رغم ما سبَقها إلى القرن الخامس عشر كان عصر ازدهار، وما لحقها حتى اليوم عصر نهضة وإحياء. في القرون الوسطى انقطعت الصلة بين الشرق الإسلامي والغرب الأوروبي، وكان الشرق الإسلامي يسير إلى وراء، في حين كان الغرب الأوروبي يقفز إلى أمام، ومع هذا لم تَخلُ بلدان الشرق الإسلامي من نشاط ثقافي وحركات إصلاحية هي في الواقع إرهاصات لحركة النهضة والإحياء التي عمت العالم الإسلامي كله في القرنين؛ التاسع عشر والعشرين. وقلة من الكتاب والمؤرخين اهتموا بالتَّأْريخ لهذه الحركات، وما كُتِبَ عن رجالها قليل نادر متفرِّق، وقد قسَّم المؤلف الموضوع إلى أربعة مراكز إصلاحية وتنويرية: الهند، وبلاد العرب، ومصر والشام، وإيران.