لا ينفك الخطاب السياسي الدائر حول رفاه المجتمع وتقدمه عن ذكر الحاجة إلى النمو الاقتصادي، وعند النظر إلى تراكيب الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية نجد التأثير الهائل للطبقة الوسطى في المجتمع من الناحيتين السياسية والثقافية. ذلك لأن هذه الطبقة تقوم بدور حيوي في دعم نمو الدولة من خلال دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعظيم دور المجتمع في الحياة السياسية. ومن خلال اتخاذه صربيا وفيتنام كنموذج لدولتين متقاربتين أيديولوجيًا، مختلفتين من حيث التنمية الاقتصادية، يستعرض الكاتب أنماطًا بُعدية ووظيفية لكشف كيف يعمل إعلاء شأن الطبقة الوسطى على فهم طبيعة الاستقرار السياسي للمجتمعات الحديثة. ثم يختتم كتابه بإثبات تأثير التحديات تحت الاجتماعية والعوامل الثقافية للمجتمع على التنمية والنمو. ويُعد الكتاب بمثابة دراسة شمولية يمكن اتخاذها مرجعًا مهمًا للمتخصصين في علم الاجتماع، والمهتمين بموضوعات الاستقرار السياسي والتصنيفات الأيديولوجية للبلدان وأدبيات التنمية.