قصر المؤلف كتابه على تناول تدريس اللغة العربية بين المرحلتين الإعدادية والثانوية، وجعله موجزا ، كمرجع بين المراجع، أو كنواة ينطلقون منها، وربما بدت هذه الصفحات بعيدة عن التطبيق، لضيق الوقت في ساعات الدرس، أو ضيق المدرس بما تطلبه من رجوع إلى المصادر ومن جمع لوسائل الإيضاح، أو وقوف على ما يصنع الغربيون في هذا الباب، أو اطلاع شامل على منهاج المدرسة كلها. ربما بدا أن بعض الآراء بعيدة كالخيال، بل ربما ظهر أنها تستهدف المثل الأعلى، والوصول إليه عسير؛ فعلى المدرس أن يعمل الذكاء في التوفيق بين المنهاج وبين تطبيق ما تطلب هذه الصفحات، فقد تكون جريئة، وقد تشبه الثورة في متطلباتها، ولكنها صادقة النية في السير مع العصر وروح التوثب فيه، فإن لم يستطع المدرس التوفيق بينها وبين التطبيق فليطرح ما فيها من مغالاة حتى يستقيم له الأمر. ذلك لأن هذه الطرق التي تقترح على مدرسي اللغة في المستقبل ليست طرقًا حتمية مفروضة فرضًا، بل إنها مرنة تقبل الجدل والنقاش، إنها ثمرة لتجربة خاصة نجحت مرة ولكن ربما أخفقت بعدها غير مرة. ولم يتقيد المؤلف بطريقة واحدة، وإنما رسم طرقًا عدة وترك الخيار لسالكيها.