من مؤلف آخر خلصنا إلى بلورة رؤية خاصة بالإسـلام عن مفهوم الحضارة وحاولنا صياغة نظرية لنشوء حضارة الإسلام ونحاول في هذا المؤلف أن نتحسس جسم حضارة الإسلام خالياً من أي لبس أو غموض أو تداخل وقد يتأتى ذلك من خلال الإمساك بمقومات وعناصر تلك الحضارة فالمقومات والعناصر ما هي إلا أجزاء وأبعاض ذلك الجسم والإمساك بها يعني تحديد معالم الجسم وتعيين أبعاده بشكل دقيق قدر المستطاع .
ومن الأمور الجديرة بالذكر والحريّة بالنظر والاعتبار في هذا الصدد أن كثيراً ممن تناولوا بالحديث حضارة الإسلام يتناولونها كتراث أو تاريخ ويتناسون أنها حاضر وأيضاً مستقبل وتلك هي أهم خصائص حضارة الإسلام التي أتينا على تحليلها ودراستها في مؤلف آخر .
ولعلي أرى أن الحديث دائماً يتم عن حضارة الإسلام بوصفها تاريخ أو تراث لأن حضارة الإسلام بالفعل أقامها وشيدها المسلمون الأوائل فهل أصبحت مرتبطة بمن شيدوها وأقاموها ؟! يتمم ذلك أن عطاء حضارة الإسلام في الوقت الراهن شبه معدوم والعطاء خير دليل على وجود المعطي ولهذا يُكتفى بالحديث عن حضارة الإسلام من خلال الماضي حيث الحضارة والعطاء .
إلا أنه ينبغي أن يُفهم جيداً أن الحضارة أصول وأسس والحضارة التي أعطت في الماضي لابد أن يكون لديها المقدرة والمكنة على العطاء في الوقت الراهن وكذا في المستقبل وإلا فهي ليست حضارة ولا يعني خفوت وفتور العوامل الديناميكية في حضارة الإسلام المتمثلة في العقول والأدمغة والسواعد الإسلامية توقف تلك الحضارة عند حقبة تاريخية معينة والاكتفاء منها بتاريخها الذي كان ولكن أصول تلك الحضارة وأسسها باقية وهي جذوة متقدة دائماً تحت الرماد في انتظار من ينفخ فيها الوهج ويشعـل لهيبها .
وسوف نتحدث في هذا المؤلف عن خصوصية انفرد بها الإسلام فيما يخص العلاقة بين الحضارة والثقافة وهي أن الحضارة على غير المعتاد سبقت الثقافة في الوجود والتطور والتوقف وعندما توقفت حضارة الإسلام عن العطاء لأسباب فصلّناها في مؤلف آخر تلعثمت ثقافته ولكنها لم تتوقف أو تنطمر بل ظلت باقية حتى اليوم وستستمر تنافح عن الإسلام وتحاول بث الروح في حضارته .
وسوف نتناول كذلك مقومين من مقومات وعناصر حضارة الإسلام وهما الدعوة إلى شِرعة الإسلام كعملية دائمة لا تتوقف والتنظيم كمنهج حياة وأسلوب وجود ومقومات حضارة الإسلام ليست كتاريخ فقط ولكن كعناصر ومقومات في حاجة دائمة إلى عقول وأفكار وسواعد أبناء الإسلام ،لكي يثرونها ويغنونها بالعطاء والبذل حتى تستمر وتتواصل فتبيت تاريخاً وتصير حاضراً وتصبح مستقبلاً .
إن الحديث عن تراث الإسلام يعد حديثاً عن تاريخ حضارة وثقافة الإسلام أي الحديث عما قدمته حضارة الإسلام من أعمال وآثار وما قدمته ثقافة الإسلام من أفكار وقيم وطروحات فالثقافة فكر وطرح وإفراز للعقل أما الحضارة فهي سلوك وتصرف ونتاج للتعاطي والتفاعل مع عناصر الوجود من مخلوقات وموجودات .
سنحاول الحديث عن أصول وأسس حضارة الإسلام التي أفرزت التراث والتاريخ ولديها الاستعداد الدائم لكي تنتج وتعطي في الحاضر وفي المستقبل الأصول والأسس الباقية الخالدة المرتبطة قلباً وقالباً بالإسلام كدين وشريعة وحياة كاملة متكاملة .
وسنقوم بتناول الأفكار السابقة من خلال ثلاثة أبواب على النحو التالي :
الباب الأول : في الإسلام الحضارة تسبق الثقافة .
الباب الثاني : الدعوة إلى دين الله ونشر الإسلام .
الباب الثالث : التنظيم قرين الدعوة .
ومن الأمور الجديرة بالذكر والحريّة بالنظر والاعتبار في هذا الصدد أن كثيراً ممن تناولوا بالحديث حضارة الإسلام يتناولونها كتراث أو تاريخ ويتناسون أنها حاضر وأيضاً مستقبل وتلك هي أهم خصائص حضارة الإسلام التي أتينا على تحليلها ودراستها في مؤلف آخر .
ولعلي أرى أن الحديث دائماً يتم عن حضارة الإسلام بوصفها تاريخ أو تراث لأن حضارة الإسلام بالفعل أقامها وشيدها المسلمون الأوائل فهل أصبحت مرتبطة بمن شيدوها وأقاموها ؟! يتمم ذلك أن عطاء حضارة الإسلام في الوقت الراهن شبه معدوم والعطاء خير دليل على وجود المعطي ولهذا يُكتفى بالحديث عن حضارة الإسلام من خلال الماضي حيث الحضارة والعطاء .
إلا أنه ينبغي أن يُفهم جيداً أن الحضارة أصول وأسس والحضارة التي أعطت في الماضي لابد أن يكون لديها المقدرة والمكنة على العطاء في الوقت الراهن وكذا في المستقبل وإلا فهي ليست حضارة ولا يعني خفوت وفتور العوامل الديناميكية في حضارة الإسلام المتمثلة في العقول والأدمغة والسواعد الإسلامية توقف تلك الحضارة عند حقبة تاريخية معينة والاكتفاء منها بتاريخها الذي كان ولكن أصول تلك الحضارة وأسسها باقية وهي جذوة متقدة دائماً تحت الرماد في انتظار من ينفخ فيها الوهج ويشعـل لهيبها .
وسوف نتحدث في هذا المؤلف عن خصوصية انفرد بها الإسلام فيما يخص العلاقة بين الحضارة والثقافة وهي أن الحضارة على غير المعتاد سبقت الثقافة في الوجود والتطور والتوقف وعندما توقفت حضارة الإسلام عن العطاء لأسباب فصلّناها في مؤلف آخر تلعثمت ثقافته ولكنها لم تتوقف أو تنطمر بل ظلت باقية حتى اليوم وستستمر تنافح عن الإسلام وتحاول بث الروح في حضارته .
وسوف نتناول كذلك مقومين من مقومات وعناصر حضارة الإسلام وهما الدعوة إلى شِرعة الإسلام كعملية دائمة لا تتوقف والتنظيم كمنهج حياة وأسلوب وجود ومقومات حضارة الإسلام ليست كتاريخ فقط ولكن كعناصر ومقومات في حاجة دائمة إلى عقول وأفكار وسواعد أبناء الإسلام ،لكي يثرونها ويغنونها بالعطاء والبذل حتى تستمر وتتواصل فتبيت تاريخاً وتصير حاضراً وتصبح مستقبلاً .
إن الحديث عن تراث الإسلام يعد حديثاً عن تاريخ حضارة وثقافة الإسلام أي الحديث عما قدمته حضارة الإسلام من أعمال وآثار وما قدمته ثقافة الإسلام من أفكار وقيم وطروحات فالثقافة فكر وطرح وإفراز للعقل أما الحضارة فهي سلوك وتصرف ونتاج للتعاطي والتفاعل مع عناصر الوجود من مخلوقات وموجودات .
سنحاول الحديث عن أصول وأسس حضارة الإسلام التي أفرزت التراث والتاريخ ولديها الاستعداد الدائم لكي تنتج وتعطي في الحاضر وفي المستقبل الأصول والأسس الباقية الخالدة المرتبطة قلباً وقالباً بالإسلام كدين وشريعة وحياة كاملة متكاملة .
وسنقوم بتناول الأفكار السابقة من خلال ثلاثة أبواب على النحو التالي :
الباب الأول : في الإسلام الحضارة تسبق الثقافة .
الباب الثاني : الدعوة إلى دين الله ونشر الإسلام .
الباب الثالث : التنظيم قرين الدعوة .