يَطْرَحُ عُنْوانُ المَسْرَحِيَّةِ، بادِئَ ذِي بَدْء، تَساؤُلًا حَوْلَ كُنْهِ تِلْكَ الحَفْلةِ ولِمَنْ يَكونُ التَّكرِيم، ولا نَلبثُ أنْ نُلقِيَ نَظْرةً عَلى عُنْوانِها الفَرْعِي، لِنَكْتَشِفَ أنَّ ما يَتمُّ تَكرِيمُه هُوَ «الشَّجَرةُ» في يَوْمِ عِيدِها، لكِنْ معَ بَدْءِ القِراءةِ والِاسْتِماع، سُرْعانَ مَا نَتَبيَّنُ خَطَأَنا ونُدرِكُ أنَّنا تَسَرَّعْنَا في التَّوصُّلِ إِلى ذلِكَ الِاكْتِشاف؛ فالدَّلَالاتُ الرَّمْزِيةُ الَّتي تَكمُنُ خَلْفَ كُلِّ سَطْرٍ حِواريٍّ في هَذا النَّصِّ تُثِيرُ في ذِهْنِ المُتَلقِّي حِواراتٍ مُوازِيةً بشَأْنِ واقِعٍ اجْتِماعيٍّ يُكرَّمُ فِيهِ مَنْ لا يَستحِقُّ التَّكْريم، ولا يُراعَى فِيهِ عُلُوُّ قَدْرِ ذَوِي القَدْر. كلُّ ذلِكَ يَطْرَحُه «عَبُّود» بَيْنَ أَيْدِينا بِلُغَةٍ أَدَبيَّةٍ سَهْلةٍ سَاخِرة، غِنائيَّةٍ في مَواضِعَ مِنْها، تُداخِلُها عِباراتٌ بالعامِّيَّةِ الشَّاميَّة، تُمْتِعُ القارِئ.