على الرغم من ازدياد الأبحاث والمؤلفات التي عنيت بالسرد، بوصفهممارسة أدبية أو علماً تتحقق على وفقه عملية الإحاطة بالفعل السردي،مهما تنوعت وسائل أدائه، والأجناس الواقعة ضمنه، أو منهجاً نقدياًلتحليل الأدب وإبراز سماته والكشف عن جمالياته، فإن المجال يظلمتسعاً لمزيد من الجهود التعريفية أو النقدية للسرد ومظاهره، فضلًا عنالوقوف على أبرز قضاياه وتقاناته.ويأتي هذا الجهد ليعزز القناعة بأن المعرفة دائماً بحاجة إلى التذكيروالتحديد مثلما هي بحاجة إلى التجديد، إذ لا يفارق هذا الكتاب، الذيعني بترجمة بحوث منتقاة عن السرد، وظيفة التعريف والتمهيد للدراساتالسردية في أطرها النظرية والتطبيقية، وبخاصة من رواد الدرس النقديالمعاصر ومنظريه في مجال السرديات عالمياً، وإن انحصرت دائرةالاهتمام في هذا المدخل على النقدية الفرنسية، إذ يجد من يتلقاه بعنايةمميزات قلما تتوافر في المؤلفات النقدية أو مداخلها، ونتحدث هنا عنالترجمات التي تحاول بشتى الطرق المحافظة على الأصل في التأليف،فضلاً عن مراعات مجالات الفهم والإدراك الثقافية لدى المتلقين الذينينقل إليهم أثر غريب عن خبراتهم وثقافتهم.