5,49 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

الشعراء والكُتّاب كثيرون، وآثارهم الأدبية صور لشخصياتهم المتباينة. فلابدُّ أن تتمايز هذه الآثار تبعًا لاِختلاف الأمزجة والأذواق ومثل ذلك يُقال في القراء والسامعين. فهم مختلفوا المواهب. والأمزجة والأذواق. وكلّ منهم يعجبه من النصوص الأدبية ما يُلائم ذوقه. وبقدر المشابهة بين المنشئ والقارئ يكون اِطمئنان الثاني إلى الأول وشغفه بأدبه وحسن تقديره، لأنّه صورة نفسه ومزاجه. وكلّما تنافرت الأذواق كان الاِنصراف وسوء الحكم والتقدير، ومن هنا نشأ النقد الأدبي في طوّره الأول، فأول ناقد وجِدَ عقب أول منشئ. والنقد يقوم على الفهم وصحة التقدير. ويمكن تعريفه بأنّه بيان قيمة النص الأدبي ودرجته الفنية. فالأدب سابق…mehr

Produktbeschreibung
الشعراء والكُتّاب كثيرون، وآثارهم الأدبية صور لشخصياتهم المتباينة. فلابدُّ أن تتمايز هذه الآثار تبعًا لاِختلاف الأمزجة والأذواق ومثل ذلك يُقال في القراء والسامعين. فهم مختلفوا المواهب. والأمزجة والأذواق. وكلّ منهم يعجبه من النصوص الأدبية ما يُلائم ذوقه. وبقدر المشابهة بين المنشئ والقارئ يكون اِطمئنان الثاني إلى الأول وشغفه بأدبه وحسن تقديره، لأنّه صورة نفسه ومزاجه. وكلّما تنافرت الأذواق كان الاِنصراف وسوء الحكم والتقدير، ومن هنا نشأ النقد الأدبي في طوّره الأول، فأول ناقد وجِدَ عقب أول منشئ. والنقد يقوم على الفهم وصحة التقدير. ويمكن تعريفه بأنّه بيان قيمة النص الأدبي ودرجته الفنية. فالأدب سابق والنقد لاحق. والأدب فنٌّ إنشائي إيجابي، ينتج هذه القطع الممتازة التي تظفر منها بصدق الشعور. وحسن التفكير والتعبير. ولكن النقد فنٌّ وصفي في أصله.. وكثيرًا ما يستحيل فنًا نافعًا يُرشد الأدباء كما تقوم بذلك البلاغة. وقد زها النقد الأدبي مُنذُ العصر الجاهلي، وتواردت عليه فيما بعد جهود النُّحاة واللغويين والأدباء، وألفت فيه كتب شتّى تجمع مسائله مختلطة بغيرها من مسائل النحو والبلاغة والسير والأنساب. وكان الذوق هو الحكم الأول في ناحيته الفنية، وإن حاول بعض المحدثين أن يضعوا له قوانين عامة تشبه القوانين العلمية. .