في هذا الكتاب قدم ابن كنان مدن بلاد الشام، وقراها، وقلاعها، كما انتظمتها تلك الأقسام الإدارية آنذاك، وأوضح موظفيها الإداريين، واهتم بمواكبهم في العهدين المملوكي، والعثماني، وسلط أضواء كثيفة على مدينة "دمشق" بالذات، فأحيا "تاريخها العمراني"، وبين ما كانت تحويه في عصره، من محلات، ومساجد، ومدارس، وحمامات، ومتنزهات، ونباتات، وأزاهير، ورصع معلوماته بكثير من الشعر، وفيه اللطيف والجميل، وكأنه أراد أن يتجاوب مع ولهه بتلك المدينة الأصيلة، ومع ما خصت به الدولة العثمانية "ولايتها" من اهتمام في ذلك الوقت، كما بين ذلك مفصلاً، محقق هذه المخطوطة الباحث "حكمة إسماعيل" في دراسته لها... فالكتاب، بهذا المحتوى، صورة من صور تلك الفترة من تاريخ بلاد الشام بصفة عامة، ودمشق بصفة خاصة، فمؤلفه معاصر بعقليته وأفكاره لتلك المرحلة من الزمن، ويكشف بعض الجوانب الإدارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة آنذاك، وهو كسب لحركة التأريخ العربي المعاصرة.