بينما كان الأمير "محمد علي" قد أشبع فضوله تجاه أوروبا وساح في عواصمها ومدائنها الكبرى مرّات عديدة، راودته فكرة أنْ ييمّم شرقاً باتجاه البوسنة والهرسك؛ تلك البلاد التي تتميز بمعالم طبيعية خاصة، وتتباين أعراق سكانها وثقافاتها، وتقع موقعاً وسطاً بين الشرق الهادئ والغرب الصاخب بحضارته الحديثة ومظاهرها المادية. وقد كان الأمير يخطط للانطلاق في رحلته من النمسا إلى المجر، متنقلاً بين عدد من المدن حتى "سراييفو" عاصمة البوسنة ثمّ إلى الهرسك، ليعبر بعدها البحر إلى بلاد الجبل الأسود، ناهلاً من جميل المشاهد في كل محطة من محطاته، لكنه سرعان ما عدل عن خطته ما إنْ وصل البوسنة؛ إذ جذبته خبايا ذلك البلد المثيرة لإطالة المكث فيه والإمعان في استكشافه، وعاد ليشاركنا تجربته مسرودة بإمتاع في كتابه الذي بين أيدينا.