يُفسر نقولا حدّاد في هذا الكتاب السلوك الإنساني من خلال دراسة الدوافع الداخلية للنفس ومُحركات الفعل الإنساني — التي تعكس السلوك — من غرائز وعواطف ومشاعر تنبع من خبراتنا وأفكارنا عن ذواتنا وعن العالم؛ فيكون الفعل الإنساني مختلفًا عن الحيواني، فيتميز الفعل الإنساني بأنّه محكوم بالإرادة الأدبية النابعة من الضمير والعقل، وما غُرس فينا من تقاليد وتعلمناه من أخلاق تقود سلوكنا ناحية المُثل العليا، بالإضافة إلى ما فُطر عليه الإنسان من مشاعر كالرحمة والإيثار والحب بأنواعه. ويبين المُؤلف في هذا الكتابِ السلوكَ الحسن، وتعريفه، وتحديد ماهية الفضائل والرذائل، وما الذي يضبطها من شرائع وقواعد وقوانين للثواب والعقاب تحفظ بُنيان المجتمع، وتحمي حقوق أفراده، كما يتطرق لكيفية التشريع، والأسس التي توضع على ضوئها التشريعات لتحقيق ما أسماه ﺑ «الرُّقِي الأدبي»؛ حيث نُحسِّن سلوكياتنا باستمرار للوصول للكمال المُطلق، كما يعتقد المُؤلِّف. مقطع من الكتاب : "أما الإنسان إذا خاف أو غضب لخطر أو لشر مفاجئ؛ فلا يلبث أن ينبري العقل للتدبر، وحينئذ ً تنبري أيضا الأخلاق الفرعية الثانوية لرد الفعل بأساليب مختلفة أولها: «الحنق» وهو التحفز لرد الشر بمثله أو بمساو له، والحانق يختلف عن الغاضب بأنّ عقله يشترك مع أفعاله في تدبر رد الفعل، فإن لم يستطعه عاجلاً برَد الغضب وذهب الحنق. ثانيها: «الحقد» وهو أن يبقى الغضب محتدماً، ولكنّه يكون مكظوماً. والحاقد يصّرُّعلى رِّد الفعل متريثًا إلى أن تسنح الفرصة للانتقام فلا يتردد فيه. ثالثها: «الحذر» وهو تيقظ الانفعال لأي نذير بالخطر أو الأذى قبل مجيئه أو حدوثه. "