صدر كتاب التكرار للفيلسوف الدانماركي سورن كيرككورد عام 1843 بنفس اليوم الذي صدر فيه كتاب آخر هو الرعشة والخوف وكانت الثيمة الرئيسية في الكتابين هي الخسارة والفقدان، ثم السعي الحميم والمتلهف لاستعادة ذلك الفقدان. فمثلما كان على ابراهيم في الرعشة والخوف ان يضحي بابنه ثم يستعيده ثانية فان كتاب التكرار يدور حول شاب خسر حبه ويحن لعودة حبيبته، الذي هو في واقع الامر كيرككورد ذاته، وقصة حبه مع ريجينا أولسن وخطوبته معها ثم النهاية التعيسة التي انتهت اليها تلك الخطوبة وحنينه الدائم لعودتها اليه. الى جانب ذلك، هناك تضمين لقصة أيوب وما واجهه من محن ومعاناة في حياته، ثم استعادته لعالمه المفقود فيما بعد.التكرار هو، في اطاره العام قصة حب او رواية قصيرة تصف حالات صراع الانسان بين مواقفه الجمالية المثالية والاخلاقية، يكتبها بدلا عن كيرككورد، كما في العديد من مؤلفاته، كاتب بإسم مستعار هو كونستانتن كونستانيوس، طبقا لاسلوب الكتابة الذي يطلق عليه كيرككورد الاتصال غير المباشر الذي يهدف عبره الى نزع الصفة الشخصية عن الثيمة التي يعالجها في الكتاب، واشرتك القارئ وحثه على اتخاذ موقف من القضايا المطروحة، بحيث تصبح ذات طابع اكثر شمولية.