لم يكن أساس الأسرة القديمة عند الإغريق والرومان هو المولد، ولا العاطفة الطبيعية، ولا القوة الجسمانية، حيث أن القانون الإغريقي والقانون الروماني لا يقيمان لذلك وزنًا، ولكن كانت الأسرة قائمة على رابطة أقوى من كل ذلك، وهي الديانة، ديانة الموقد والأسلاف، التي جعلت من الأسرة هيئة متماسكة، في الحياة الدنيا والحياة الأخرى، فالأسرة، وفقًا لتعريفهم، "مجموعة من الأشخاص تسمح لهم الديانة أن يوجهوا أدعيتهم لنفس الموقد، وأن يقدموا الأكلة الجنازية لنفس الأسلاف". كذلك أولى الإغريق والرومان أهمية خاصة للارتباط الزوجي، فكانت هناك قوانين تحرم العزوبة، وتعاقب الرجل الذي لا يتزوج، وكانوا يطلقون على الزواج "الاحتفال المقدس"، فكانوا يذهبون أولًا إلى المعابد، ويقدمون للآلهة قرابين يسمونها مقدمات الزواج، إلا أن الاحتفال الأساسي يتم في المنزل أمام الموقد، ويشرف عليه الإله المنزلي، وكان يتكون عند الإغريق من ثلاثة فصول: يحدث الأول أمام موقد والد الزوجة، والثاني عند موقد الزوج، والثالث هو الانتقال من أحدهما إلى الآخر.