Nicht lieferbar
استشراف مستقبل العلاقة بين القومية والإسلام (eBook, PDF) - الدكتور بسيوني الخولي, الأستاذ
Schade – dieser Artikel ist leider ausverkauft. Sobald wir wissen, ob und wann der Artikel wieder verfügbar ist, informieren wir Sie an dieser Stelle.
  • Format: PDF

يخبرنا تاريخ علاقة القومية بالإسلام الذي يعتبر هو تاريخ الإسلام ذاته بأن تلك العلاقة بدأت نموذجية حيث التقيا في عناق حار أذابت حرارته كل القوميات التي دخلت الإسلام وصهرتها في بوتقته لتخر ِ ج مركباً متجانساً أنتج حضارة مزدهرة وثقافة يانعة ومجتمعاً نشطاً فعالاً . ولم يلبث مركب القوميات الإسلامية المتجانس أن استحال إلى تخثرات قومية صلدة ومتقرّحة ولا تفرز إلا خُبالاً غذّى التنافر والبغضاء والصراع فيما بينها لتبدأ مرحلة جديدة وطويلة من العلاقات المُرضية شكلاً المريبة جوهراً بين القومية والإسلام ويؤكد ذلك الوقائع والمعطيات التي نعيشها في وقتنا الراهن والتي تفضي وبكل تأكيد إلى تقدم القومية وانزواء…mehr

Produktbeschreibung
يخبرنا تاريخ علاقة القومية بالإسلام الذي يعتبر هو تاريخ الإسلام ذاته بأن تلك العلاقة بدأت نموذجية حيث التقيا في عناق حار أذابت حرارته كل القوميات التي دخلت الإسلام وصهرتها في بوتقته لتخر ِ ج مركباً متجانساً أنتج حضارة مزدهرة وثقافة يانعة ومجتمعاً نشطاً فعالاً .
ولم يلبث مركب القوميات الإسلامية المتجانس أن استحال إلى تخثرات قومية صلدة ومتقرّحة ولا تفرز إلا خُبالاً غذّى التنافر والبغضاء والصراع فيما بينها لتبدأ مرحلة جديدة وطويلة من العلاقات المُرضية شكلاً المريبة جوهراً بين القومية والإسلام ويؤكد ذلك الوقائع والمعطيات التي نعيشها في وقتنا الراهن والتي تفضي وبكل تأكيد إلى تقدم القومية وانزواء الإسلام في خلفية المشهد في لون باهت .
اللافت أن الصراع والتنافس الخفي بين القومية والإسلام والذي بدأ بعد شعور القوميات الإسلامية بهويتها وذاتها لم يبد بشكل سافر يمكن أن يؤكد للمسلمين أن ثمة صراعاً بين القومية والإسلام ما أبقى ذلك الصراع خفياً خافتاً لا يستشعره إلا المحللون والدارسون ومن ثم قابل عوام المسلمين حقيقة الصراع بين القومية والإسلام باستغراب وربما بعدم تصديق أما خاصتهم فهم من يعلمون حقيقة ذلك الصراع وفي سياقهم يسير القوميون صنّاع ذلك الصراع ومفعّلوه والمستفيدون منه .
الصراع بين القوميين والإسلاميين كما درج على تسميتهم لم يبق دوماً في الخفاء أو من وراء ستار ولكنه كان يخرج في الكثير من الأحيان إلى العلن ويسفر عن وجه قبيح ويتخلى عن الحياء حيث يبدو المسلمون على أنهم يعاركون أنفسهم !
ماذا قال الإسلام في القومية ؟ وماذا قال في الأمة ؟ ثم ماذا قال في الدولة ؟ للإسلام مقولته ذات الخصوصية في القومية وله مقولته المميزة كذلك في الأمة أما الدولة فلم يلتق الإسلام في تعريفها مع الفكر البشري .
فالإسلام يعرف الدولة وظيفياً كتجمع بشري يسهر على مصالح وأمور أفراده من خلال كيانات ينشئها التجمع ويتعاطى مع تلك التجمعات (الدولة) بمدركات من مبتكراته .
مثل "القرن" وقد يسمي الدولة بهوية أهلها مباشرة مثل "غُلبت الروم.." وهي الامبراطورية الرومانية .
إن الواقع فيما يتعلق بالعلاقة بين القومية والإسلام يميل إلى أن يرسخ معطياته بكل قوة وعنف حتى يبدد أمل من ينشد التغيير فالواقع يكرس الفكر القومي .
والمجتمعات المسلمة اعتادت ما اعتاده الآخر وهو الحركة (داخلياً وخارجياً) في إطار الوحدة القومية ولم تعد ثقافة الإسلام إلا للاستئناس ! كما أن تصدي الآخر للإسلام وإصراره على ملاحقته يجعل من الواقع حقيقة يصعب التمرد عليها .
ولعل العكوف على استشراف ملامح المستقبل بخصوص علاقة القومية بالإسلام ينبئ باستبعاد التوحد في إطار رابطة الأخوة الإسلامية وينبئ كذلك بتقدم القومية الفكر والحركة على الإسلام الشعيرة والنسك .
في هذا المصنف ندرس مستقبل العلاقة بين القومية والإسلام من خلال الفصول الثلاثة التالية :
الفصل الأول : القومية والأمة والدولة في الطرح الإسلامي .
الفصل الثاني : ترسخ حقائق الواقع .
الفصل الثالث : ترسم ملامح المستقبل .