هذا الكتاب هو الجزء الخامس والأخير من سلسلة "تاريخ التمدن الإسلامي " لجُرجي زيدان الواقعة في خمسة أجزاء والتي تطرّق من خلالها لنواحٍ عسيرة من التاريخ الإسلامي كالناحية المالية بوصفها من أكثر النواحي إشْكالًا في التاريخ الإسلامي، ويَكْمُنُ ثراء هذا التاريخ في تضمُنه تاريخ العالم المتمدن في العصور الوسطى، فهو التاريخ الذي يمتلكُ جسرًا يربطُ التاريخ القديم بالتاريخ الحديث، كما يرى الكاتبُ أن الوجه الحقيقي الذي يُفْصِح عن تاريخ الأمم؛ هو تاريخ تمدنها وحضارتها لا تاريخ حروبها وفتوحاتها، وقد استهلَّ الكاتب كتابهُ بمقدماتٍ تمهيدية تتناولُ تاريخ التمدن العربي، وحال العرب قبل الإسلام، كما بحث عن ثروة المملكة الإسلامية وحضارتها وعلاقتها بالدول المعاصرة لها، ووصف أحوال الخلفاء في مجالسهم ومدى اهتمامهم بالعلماء والشعراء، ثم تطرق إلى أحوال العلوم والفنون في الأقطار العربية والعادات والتقاليد الاجتماعية المُتَعارَفِ عليها. وقد تناول هذا الجزء الآداب الاجتماعية في تلك العصور الزاهرة على ما يقتضيه المقام. وختم الكتاب ببيان نسبة التمدن الغربي الحديث إلى التمدن الإسلامي، وكان الكلام في ذلك جلياً واضحاً بعد تفصيل عوامل هذا التمدن في الأجزاء السابقة