يأتي هذا الكتاب ردّاً على كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، الذي قوبِلَ بموجةِ نقدٍ شديدة وأثار حركة ثقافية مائجة سبّبتها تلك المقالات الكثيرة التي صدرت في الصحف المصرية، فأقبل جمهرة القرّاء، وخاصةً المثقفين منهم، على قراءة كل هذا الذي نشر واستوعبوه وأضافوه إلى حصيلتهم الفكرية، وانتشر بين الناس سواء من قرأ منهم الكتاب ومن لم يقرأه. ويرى طه حسين في كتابه بأن الشعر الجاهلي غير صحيح، وإنه من شعراء ورواة في عصور تالية، كما أنه لم يكن في الجاهلية شعرٌ ولا شعراء إلا قلّة لا تكادُ تْذكر. ولم يلتفت الناس إلى الردود على هذا الحكم وتصحيحه، إذ إن كلمة السوء هي التي تنتشر وترسخ في الذاكرة، وهيهات أن يستطيع العلماء الثقات أن يصححوا ما يصدر من أحكام متسرعة أو باطلة وما أكثرها وأقلَّ العلماء الثقات الذين يتصدّون لتصحيحها. من أجل هذا بادرت دار جداول إلى نشر كتاب طه حسين ومعه هذا الكتاب (نقض كتاب "في الشعر الجاهلي") والذي يتضمن ردودًا واضحة على ما ورد في كتاب "في الشعر الجاهلي" .