رواية "روكامبول"، تتكون من مجموعة من القصص، التي ألفها الروائي "بونسون دي ترايل"، حيث تتكون من سلسلة أحداث يتجسد فيها الصراع القِيَمي الأزلي القائم بين العدل والظلم وبين الخير والشر، حيث تتعدد الشخصيات في هذه الرواية بين الفتيات الفاتنات وبين أصحاب البطولات من الفرسان المُقدمين، وبين الكهنة والوُعاظ، وبين الأنذال والمجرمين، ومما يَجدر ذكره أن هذه النوعية من القصص قد لاقت نجاحاً كبيراً جداً وانتشاراً واسعاً في فرنسا في القرن التاسع عشر، إذ أنها تحمل الكثير من التشويق والإثارة، لأنها كُتبت على مبدأ "أرسين لوبين"، و"شيرلوك هولمز" حيث تمكن المؤلف من خلالها الوصول بالقراء إلى أعلى درجات التسلية والمتعة، وقد وصل به الأمر أنه توقف عن إصدار سلسلتها، مطالباً قراءه باستكمال الرواية من جديد، وهذه الرواية وُضعت بين يدي القارئ العربي بعد أن ترجمها "طانيوس عبد"، فجاءت مشوقةً جداً بنسختها العربية أيضاً. ملخص هذه الرواية أن أفراد عصابة "روكامبول" انشغلوا بالبحث عن الرئيس، وقد تركوا الوعد الذي قطعوه أمامه في آخر مرةٍ رأوه فيه، فانصرف كل واحدٍ منهم يبحث عن المرأة المنكوبة "بيتزي"، التي أقسم لها "روكامبول" أن يقوم بالانتقام لزوجها "توما"، الذي تم إعدامه وهو يدافع عن الفضيلة والحق، لذلك تعتبر الرواية تجسيد للصراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، والفضيلة والرذيلة، كما أن الرواية تبين كم الحقد الكبير الذي تمكن من قلب السير "جورج" حتى أقدم على خيانة أخيه، وعاشر زوجته، وكيف أن "أفندال" وهو ابن الخطيئة قد خان أخاه الأكبر "وليم"، وذلك حين ساعده أبوه بالتخلص من اخيه وأخذ ثروته ولقبه وخطيبته أيضاً، لكن الحق لا يموت، فقد أخذ "توما" بالثأر وقتل السير "جورج"، ومن ثم قتل "أفندال"، وعندما حضرت ساعة موت "توما"ن كان سعيداً جداً لأن حياته لم تذهب هدراً.