2,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

من المعروف أن أقدار المصريين وحياتهم قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنهر النيل، وذلك منذ القدم، حيث أسسوا على ضفافه التي استقروا عليها حضارةً كبرى، وكان للزراعة الدور الأكبر في هذه الحضارة، وقد صبغت حياة المصريين وسلوكهم الجمعي بالطّابع الزراعي، وقد ظهر هذا واضحاً في التمجيد الذي قدموه للنيل، حتى أنهم جعلوه "إله النماء"، الذي يبعد عنهم الجدب والقحط، حتى أنهم كانوا كلما تأخر عن فيضانه السنوي، يهرعون مع قرابينهم وعطاياهم للصلاة في المعابد، ليطلبوا منه أن يغدق عليهم بالفيضان المعلوم، إذ أنهم كانوا ينتظرون هذا الفيضان السنوي بفارغ الصبر والشوق، ليجدد خصوبة الأرض ويرويها، ولم تمنع تلك النظرة التقديسية…mehr

Produktbeschreibung
من المعروف أن أقدار المصريين وحياتهم قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنهر النيل، وذلك منذ القدم، حيث أسسوا على ضفافه التي استقروا عليها حضارةً كبرى، وكان للزراعة الدور الأكبر في هذه الحضارة، وقد صبغت حياة المصريين وسلوكهم الجمعي بالطّابع الزراعي، وقد ظهر هذا واضحاً في التمجيد الذي قدموه للنيل، حتى أنهم جعلوه "إله النماء"، الذي يبعد عنهم الجدب والقحط، حتى أنهم كانوا كلما تأخر عن فيضانه السنوي، يهرعون مع قرابينهم وعطاياهم للصلاة في المعابد، ليطلبوا منه أن يغدق عليهم بالفيضان المعلوم، إذ أنهم كانوا ينتظرون هذا الفيضان السنوي بفارغ الصبر والشوق، ليجدد خصوبة الأرض ويرويها، ولم تمنع تلك النظرة التقديسية التي كانت تغرق في علم الغيبيات من تتبع منابع نهر النيل، والقيام بتقديم الدراسات الجغرافية الخاصة به بشكلٍ علمي، كما اكتشفوا المقاييس التي تتمتع بدقةٍ عاليةٍ، والتي استخدموها لموازنة حصص المياه المخصصة للأقاليم، والجدير بالذكر أن ارتباط المصريين بالنيل لم يتوقف حتى بعد مجيء الفتح العربي، رغم أن تلك النظرة التقديسية له ، قد تقلصت، لكنه بقي سرّ الحياة لمصر، والشيء الذي لا يمكن الاستغناء عنه