ربما لم يسمع الكثيرون بالأديب والشاعر التركي الأصل "ولي الدين يكن"؛ فقد كان مقلاً في إنتاجه الشعري والأدبي بالرغم من تميزه وميله للتجديد؛ وذلك لأن "يكن" انشغل بمعاركه السياسية والاجتماعية التي جرتها عليه آراؤه الجريئة لحد التهور، والتي حملت بعض الغرابة والتطرف في بعض الأحيان، وإن وجب ألا نبالغ في لومه؛ فقد كان عهده يموج بالكثير من الاتجاهات السياسية والاجتماعية والقومية المضطربة التي نتجت عن الحال السيئة التي وصلت إليها الخلافة العثمانية من فساد وظلْم، فأعلن العصيان وأنكر الكثير؛ فكان ثمن هذه الآراء السجن والنفي، فلم يزده ذلك إلا إصرارا في طلب الحرية وكراهية الاستبداد. سنتعرف أكثر على حياة شاعرنا وأديبنا المتمرد خلال مطالعتنا هذه المحاضرات الوجيزة التي دونها الناقد الأدبي الكبير "محمد مندور".