يضم هذا الكتاب بين طياته تحقيقاً لكتاب "محمد بن الجراح" عن اسمه عمرو من الشعراء في الجاهلية والإسلام، هذا الكتاب الذي ترجم فيه مؤلفه لأكثر من مائتي شاعر، من الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين والعباسيين، وقد أورد أسماء كل طائفة مرتبة على أسماء القبائل من مضر فربيعة فاليمن. ثم جعل كتابه هذا مقصوراً على من كان اسمه (عمرو) من الشعراء، وقد دفعه إلى هذا التخصيص ما وصل إليه من أن الأصمعي وخلفاً الأحمر لم يستطيعا أن يعدا غير ثلاثية شاعراً ممن يسمى عمراً، فشغله ذلك وجعله موضوع محاوراته وأحاديثه مع ابن المنجم وابن قتيبة، كما ذكر في مقدمته للكتاب، وقد رأى أن الأصمعي إنما وقف على مشاهير الشعراء، ولو أن إنساناً فتش في كتب شعراء القبائل لوجد ضعف ذلك العدد من الشعراء من غير المشاهير. فضلاً عن الشعراء الذين تأخر عصرهم عن عصر الأصمعي. وقد ذكر المؤلف في مقدمته أنه سيعرف تعريفاً موجزاً مختصراً بمن يذكرهم من الشعراء على حسب معرفته بهم وما وصل إليه علمه من أحوالهم. ولعل قيمة هذا الكتاب تتمثل في هذه الكثرة من الشعراء المغمورين الذين تفرد كاملاً في الترجمة لهم وفيما ذكر من أشعارهم، ولا شك أن معظم مادة الكتاب كانت منقولة من الكتب المؤلفة في شعراء القبائل، وهي كتب مفقودة اليوم.