من المتعارف عليه أن الطفل يكتسب البديهيات في سن مبكرة، تلك البديهيات التي تحافظ على سلامته مثل إدراكه أن عبور الطريق دون أخذ الحذر والانتباه قد يؤدي إلى أن تدهسه سيارة، وأن لمسه مقبس الكهرباء قد يلحق به ضرر. لكن هل نعلِّمه تطبيق تلك البديهيات ومهارات التفكير النقدي هذه عند الاتصال بالإنترنت؟ فكما هو الحال في العالم الواقعي، يعد من الأهمية بمكان مساعدة الطفل على فهم الأساسيات التي يتجنب بها الحوادث والإصابات على شبكة الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى أنه يصعب على الطفل اتخاذ الإجراءات البديهية للأمن السيبراني (الأمن على الإنترنت)؛ لكن يسهل عليه عندما يطبق نظيرتها في الواقع عندما يحاكي الوالدين والمعلمين والأصدقاء، لذا علينا أن نكون في عون الطفل ونرشده عند التعود على اتخاذ اجراءات الأمن السيبراني. يتناول كتاب (تربية إنسان في عالم رقمي) تدريب الطفل على الأمن السيبراني، كما يتناول فكرة المناقشات المنزلية والأنشطة الممتعة التي تنخرط فيها أسرة مشغولة بالروتين اليومي، والكتاب مليء بالنصائح والإرشادات العملية المستندة إلى البحث الأكاديمي والخبرة العملية، لذا تجد بين أيدي الأباء - أخيرًا- ما كانوا ينتظرونه بفروغ الصبر حول تنشئة الطفل في عالم رقمي حتى يصبح قائدًا ناجحًا في عالم في أمس الحاجة إليه.