"كان للثورة أعداء، وكنا نحن أشدّهم خطورة". هكذا يصف الرئيس الراحل محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، كيف انقلب رجال ثورة يوليو على مبادئ الثورة، وكيف قضى العسكريون على أيّ أمل للإصلاح السياسي بخروجهم من ثكـنـاتهم لممارسة الحياة السياسية. يسرد نجيب في مذكراته التي نشرت للمرة الأولى عام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين، حكايته مع ثورة يوليو، منذ كانت فكرة نبيلة يخاطر الجميع بحياتهم من أجلها، إلى الثمن الباهظ الذي دفعه من كرامته وحريته، بعد عامين لا أكثر من قيام الثورة، ويروي بصدق ومرارة، شهادته على تلك الأحداث التي شكلت تاريخ مصر الحديث كما نراه اليوم، حيث يبدأ كل ما شيء من نشأته في مدينة الخرطوم السودانية.