يُعد الاسترخاء جزءًا طبيعيًّا من وظيفة الجسم البشري، فيما يعتبر التوتر عنصرًا غريبًا عليه، لذلك يقاوم الجسم التوتر بشكل طبيعي، وما شعور الجسم بالراحة والطمأنينة بعد تجاوز حالة من التوتر، إلا دليل على رغبة الجسم في العودة إلى طبيعته المسترخية، وانطلاقًا من هذه المفاهيم، طور مؤلف هذا الكتاب ما يُعرف بـ "العلاج بالاسترخاء"، وهو أسلوب ابتكره العالم النفسي الأمريكي جوزيف وولب، و أثبت فعاليته في علاج العديد من الاضطرابات النفسية، خاصةً القلق النفسي. ويعود توتر عضلات الجسم إلى استجابة قديمة لدى البشر، يمكن تشبيهها بـ "الاستجابة الأثرية"، مثل الأعضاء الأثرية التي فقدت وظيفتها الحيوية في العصر الحديث. ويُعتبر التدريب على الاسترخاء تطويرًا لقدرة الفرد على التحكم في الذات والتخلص السريع من الانفعالات والقلق. ويمكن استخدام هذه التقنية في مواقف متعددة، مثل قبل الاجتماعات الهامة، الامتحانات، أو في مواجهة المواقف التي تتطلب ثباتًا وهدوءًا. كما يمكن دمجها مع أساليب التطمين التدريجي، لمواجهة مواقف مسببة للقلق والتوتر بشكل عام.