الشعرية التى تتجلى في أطراف من القص والقصيدة، هى التى تكيف الدلالة المركزية للعلامة الأدبية وتحدد بؤرتها الأدبية الفاعلة ومركز ثقلها المهيمن، بما يعنى أن الكشف عن البؤرة الأصلية التى ينطلق منها القاص، ويتركز عليها القص، هى أحد عناصر رؤية النقد الحديث. والشعرية في أبسط معانيها، هى تحويل الكلام العادى (الحكاية) إلى لغة أدبية (القصة). وإلى جانب العناصر العديدة الأخرى التى تساهم في أدبية الأدب، فإن عنصرا أساسيا في تحويلها إلى شعرية، هو عملية (الانزياح) الذى يمكن أن يُترجم إلى عدد من (المرادفات) مثل: التجاوز، الانتهاك، الانحراف، الهدم، وكلها أشياء تحول الواقع إلى صور تُقرب المعنى، أو تضفي عليه بعدا شعوريا. والشعرية لم تعد قاصرة على الشعر بمفهومه التقليدى، حيث أصبحت صنو كل الفنون الإبداعية، ويتجلى ذلك في كل قصة قصيرة، تحمل صورا غير مألوفة تثير الدهشة، عن طريق استخدام عناصر الإبداع من استعارة ومجاز وتشبيه، وتمنح القارئ فرصة التأويل، الذى يعدد وجهات النظر. أي كل عمل نستطيع فيه أن نكتشف المستويات الجمالية.