كانت المدائح النبوية أول الأمر نوعًا من المدائح التي تجري على الطرائق الجاهلية، فعرض الكتاب لداليَّة الأعشى، ولاميَّة كعب، وقصائد حسان، ثم تكلم عما وقع في خطب علي بن أبي طالب من المدائح، وبيَّن كيف نشأ مدح أهل البيت، وكيف ترعرع هذا الفن في البيئات الإسلامية، ثم خص الكميت بدراسة وافية، وهو شاعر فحل شرع للشيعة مذاهب القول، وعلَّمهم أساليب الجدل ، وأتبع ذلك بفصل عن دعبل، وهو شاعر خبيث اللسان، ولكنه ترك لنا تائيَّة قليلة النظائر والأمثال. ومضى إلى قصائد الشريف الرضي في صريع كربلاء، وقصائد مهيار في أهل البيت، فأعطى القارئ فرصة يتعرف فيها إلى طوائف من النوازع الروحية، قلَّ من اهتم بها من الباحثين. فلما وصل إلى البوصيري، وقف على آثاره وقفة طويلة، وحدَّث القارئ عما عنده من ضروب السحر والفتون، ثم تكلم عن أثر البُردة في اللغة العربية، وكيف انتهى فن المدائح النبوية إلى فن أدبي رفيع، هو فن البديعيات، الذي أذاع في الناس ألوانًا من الثقافة الأدبية. ثم تكلم عن المدائح النبوية في شعر ابن نباتة المصري، وختم الكتاب بالكلام عن قصة المولد النبوي.