تحتاج المكتبة العربية إلى الكثير من البحوث والدراسات التي تربط بين الأديان والتطور العلمي في عصرنا الحاضر، بغية ألا يكون هناك تعارض بين الكشوف العلمية والنظريات الحديثة وبين العقائد والأديان السماوية. ولعل صراعا قام ولا زال مستمرا بين أهل العلم وأهل الدين، ذلك لأن بعض البحوث والكشوف التي توصل إليها نفر من العلماء قد نظر إليها بعض رجال الدين على أنها تتعارض مع الشرائع السماوية، ومن ثم راح بعض أهل الدين يتهمون بعض العلماء بالإلحاد، كما أخذ بعض العلماء يتهمون بعض رجال الدين بالتعصب والرجعية نتيجة وقوفهم عند ظاهر النصوص دون التعمق في جوهر الدين. والحقيقة التي يجب أن ندركها جميعا هي أنه ليس هناك تعارض بين الأديان وبين الكشوف التي يتوصل إليها العلماء، ولكننا بحاجة إلى من يتولى تفسير العلم عندما يتصل بالعقيدة تفسيرا يقبله العقل ولا يخرج بنا إلى الجنوح أو المجادلة العشوائية. وهذا الكتاب يعطي تفسيرا علميا يربط بين الدين والعلم بالنسبة لنظرية التطور، التي لا تزال حتى عصرنا هذا تحتاج إلى المزيد من الإضافات العلمية التي تصل بها إلى الثبوت العلمي، وترقى بها إلى مستوى الحقيقة العلمية التي يمكن أن تتفق والتفسير السليم .