2,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: ePub

أرادَ فؤاد أن يغتسل من نزيف المشاوير الضَّائعة والكلام المزيَّف وجداول المواعيد الأسبوعية فارغة المعنى، من ضجيج المقاهي واللقاءات وتَصَنُّع الفنَّانين والمثقَّفين المُقرِف، من أصحابه الذين شربوا من دماء بعضهم البعض حُبًّا وغيظًا، مُدمني الحياة ولصوص الكُتُب المَهَرَة، من أُمِّه وخوفها الخانق منه وعليه، ومشاجراتهما المتواتِرَة حول كل شيء، من "خُذ وهات" و"فينك يا عم و"تحت النظر" و"كلُّه بحسابه". أرادَ أن يترك وراءه المدينةَ الفاجرة وغواية الشوارع ونداءاتها الرخيصة على أرصفة البيع والشراء. الأغلال تشدُّه كل مرَّة إلى الفرحة الخاسرة، ولو توضَّأ بالنور ألفَ مَرَّة لَمَا وضع عنه أثر الأوزار والذنوب.…mehr

Produktbeschreibung
أرادَ فؤاد أن يغتسل من نزيف المشاوير الضَّائعة والكلام المزيَّف وجداول المواعيد الأسبوعية فارغة المعنى، من ضجيج المقاهي واللقاءات وتَصَنُّع الفنَّانين والمثقَّفين المُقرِف، من أصحابه الذين شربوا من دماء بعضهم البعض حُبًّا وغيظًا، مُدمني الحياة ولصوص الكُتُب المَهَرَة، من أُمِّه وخوفها الخانق منه وعليه، ومشاجراتهما المتواتِرَة حول كل شيء، من "خُذ وهات" و"فينك يا عم و"تحت النظر" و"كلُّه بحسابه". أرادَ أن يترك وراءه المدينةَ الفاجرة وغواية الشوارع ونداءاتها الرخيصة على أرصفة البيع والشراء. الأغلال تشدُّه كل مرَّة إلى الفرحة الخاسرة، ولو توضَّأ بالنور ألفَ مَرَّة لَمَا وضع عنه أثر الأوزار والذنوب. فهل نسي ما قاله صديقه العجوز له، في حُلمهما السِّرِّي آخر مرَّة؟ "كما حطَّمتَ حياتَكَ هنا. في هذا الرُّكن الصغير، فقد حطَّمتَها في العالَم كله". هكذا؟! بلا أملٍ يا "كافافي"؟! نعم، وبلا يأسٍ يا أمير.
Autorenporträt
محمد عبد النبي: كاتبٌ ومترجم ومُدرِّب كتابة مصري، مواليد 1977، بمحافظة الدقهلية، خرِّيج كلية اللغات والترجمة، قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، عام 2002، مُتفرِّغ للترجمة والكتابة. له العديد من الترجمات الأدبية وغير الأدبية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة عن رواية "اختفاء" للكاتب الليبي البريطاني هشام مطر. أحدث رواياته "في غرفة العنكبوت" حصلت على جائزة ساويرس الأدبية، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية "البوكر" وحصلت ترجَمتُها الفرنسية على جائزة معهد العالم العربي في باريس. له سِتُّ مجموعات قصصية حصَدَت العديد من الجوائز، منها: شبح أنطون تشيخوف، كما يذهب السَّيلُ بقريةٍ نائمة، وكان يا ما كان. إلى جانب اهتمامه بتقنيات الكتابة وتعليم حرفيَّتها عبر الورش والكتابة، وصدر له في هذا الاتجاه كتابُه التعليمي: الحكاية وما فيها، وكتاب: في غرفة الكتابة، الذي يقارب مستويات مختلفة في الأدب والفن والحياة. صدر له عن المحروسة "بعد أن يخرج الأمير للصيد"، وترجمته للمجموعة القصصية "وردية الليل"