إمتاز القرن الثامن الهجري في إيران بمجموعة من الموسوعات التاريخية المعاصرة میزته مع القرن الذي يليه مباشرة بأنه عصر كتابة التاريخ في إيران.أما التأليفات التاريخية التي سبقت هذين القرنين فكانت قليلة متباعدة الأزمنة، وكان أغلبها من نوع «التاريخ الخاص» أي الذي يتعلق بدويلة من الدويلات، أو ببلدة من البلدان، وتوجد كثرة من التواريخ «الخاصة» أو «المحلية» التي نشأت في عصور متفاوتة . فإذا بدأ القرن الثامن بدأت معه كتابة التاريخ العام في إيران باللغة الفارسية، فظهرت جملة من الموسوعات التاريخية الموثوق بها، أصبحت العماد في دراسة تاريخ إيران على الخصوص، كما أصبحت مرجعًا من أهم المراجع لدراسة التاريخ الإسلامي على وجه العموم. وعلى هذين النوعين (الخاص والعام) من كتب التاريخ يجب أن يعتمد الباحث في دراسته للتاريخ الإسلامي والإيراني، فكتب التاريخ العام تفيده من ناحية ربطها للحوادث وتنسيقها للوقائع التاريخية، كما أن كتب التاريخ الخاص تزوده بمعلومات وتفصيلات ربما لا تهتم بها كتب التاريخ العام لسعة نطاقها وكثرة الموضوعات التي تتناولها.