40,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
payback
0 °P sammeln
  • Format: PDF

مقوم آخر من مقومات حضارة الإسلام ننتقل في هذا المصنف إلى دراسته وتقصي أخباره فقد ازدانت به هذه الحضارة وازدهرت كما أينعت بكافة مقوماتها الأخرى فالحديث عن المدنية لا يتم إلا بالحديث عن التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل . وبالرغم من أن حضارة الإسلام لم تبدأ منذ وجودها بإلقاء ثقلها على المقومات العمرانية والجمالية فهي ليست حضارة مظهر بقدر ما هي حضارة جوهر وسمتها البساطة بالرغم من ذلك إلا أنها شهدت في كثير من فترات تاريخها الممتد اتجاهاً قوياً نحو إنشاء وتخطيط المدن والعمارة والتشكيل وبصفة خاصة في العصرين الأموي والعباسي والتخطيط العمراني والعمارة والتشكيل ثلاثة مرتكزات ترتكن عليها المدنيات التي…mehr

Produktbeschreibung
مقوم آخر من مقومات حضارة الإسلام ننتقل في هذا المصنف إلى دراسته وتقصي أخباره فقد ازدانت به هذه الحضارة وازدهرت كما أينعت بكافة مقوماتها الأخرى فالحديث عن المدنية لا يتم إلا بالحديث عن التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل .
وبالرغم من أن حضارة الإسلام لم تبدأ منذ وجودها بإلقاء ثقلها على المقومات العمرانية والجمالية فهي ليست حضارة مظهر بقدر ما هي حضارة جوهر وسمتها البساطة بالرغم من ذلك إلا أنها شهدت في كثير من فترات تاريخها الممتد اتجاهاً قوياً نحو إنشاء وتخطيط المدن والعمارة والتشكيل وبصفة خاصة في العصرين الأموي والعباسي والتخطيط العمراني والعمارة والتشكيل ثلاثة مرتكزات ترتكن عليها المدنيات التي وُجدت في العالم منذ بداية الخليقة .
فالتخطيط العمراني هو كل ما ينظم ويرتب وجود المجتمع البشري من إقامة سدود وقناطر وتهذيب وتحويل مجاري الأنهار وتعبيد الطرق وتذليلها وشق الأنفاق في الجبال ثم رسم وتخطيط المدن وتوزيع مرافقها أما العمارة فهي البناء والتشييد بشكل عام ،إبتداءً من عمارة السد والخزان والقنطرة أو الجسر وانتهاءً بعمارة المنارة والمئذنة والمسجد والقصر المنيف والقلعة والحصن ومروراً بعمارة المرافق العامة التي تخص عموم المجتمع أو ما يعرف بالدوائر الحكومية أما التشكيل فهو نقل صورة الأشياء والموجودات في أشكال مجسمة فهـو تجسيم الرسم أي نقل الصورة إلى جسم ذى أبعاد وتعتبر هذه المرتكزات الثلاثة من أهم أشكال التعامل مع عناصر الوجود وقد برعت حضارات قديمة عديدة في التعبير عن هذه الأشكال ومثل بقية مقومات حضارة الإسلام مرت مرتكزات المدنية الثلاثة المتمثلة في التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل بتطورات عديدة منذ قيام الدولة الإسلامية وحضارتها الزاهرة وحتى الآن وقد عكست في كل مرحلة من مراحل ذلك التطور خصائص تلك المرحلة من قوة الدولة أو ضعفها وأهم اهتماماتها ومحاور قوتها .
وسوف نتعامل مع التخطيط العمراني في هذا المؤلف بشكل أكثر اتساعاً من المعنى الضيق لهذا المدرك فسوف نوسّع من مداه ليشمل التعامل مع أنظمة الزراعة والري عند المسلمين وشق القنوات والترع وإجراء الأنهار وإقامة الخزانات والسدود والقناطر والجسور .
ثم تخطيط مواقع المدن وتوزيع مرافقها وإقامة المصانع ،وموقعها في فكر المخطط الحضري أو العمراني المسلم فالتخطيط العمراني وفق هذا المفهوم يتسع ليشمل ترتيب وتنظيم المجتمع البشري .
أما العمارة فسوف نتعامل معها كذلك بمعناها الواسع على أنها البناء والتشييد بكافة أشكاله ومظاهره فالعمارة لا تقتصر على الأبنية ذات الأشكال الجمالية مثل القصور والقلاع والمساجد والدور الحكومية ولكنها تشمل كل ما يُشيّد على ظهر الأرض أو في عرض النهر أو في أكنان [مغاور] الجبال أو على قممها .
أما التشكيل فقد تعامل معه الإسلام بتحفظ شديد وهو محرم في بعض أشكاله ومكروه في أشكال أخرى ولا يُباح إلا في أضيق نطاق وسوف نتابع منشأه وكيف ورد إلي حضارة الإسلام من الحضارات الأخرى وكيف تطور بعد ذلك كشكل من أشكال التعبير في حضارة الإسلام والتشكيل يشمل التصوير بالرسم باستعمال الخطوط أو التصوير بالتمثيل المجسم ذى الأبعاد لقد سجل الإسلام منذ البداية موقفه من مرتكزات المدنية الثلاثة حيث أبرزها القرآن الكريم في سِيَر الأمم السابقة على أنها مباهج الحياة التي سخرها الله لعباده وينبغي أن تُستعمل في طاعة الله ولا تُلهي عن ذكره فالأمم التي سارت على الطريق المستقيم أفلحت ونجت واستمتعت بآلاء الله والأخرى التي عتت عن منهج الله خابت وخسرت لقد تطورت مرتكزات المدنية في حضارة الإسلام منذ نشأة دولة المدينة وحتى الآن ومرت خلال هذا التاريخ بفترات ازدهار وإضمحلال وسوف نحاول في هذا المصنف تتبع هذه المرتكزات كمقوم من مقومات حضارة الإسلام وذلك من خلال الفصـول الثمانية التالية :
الفصل الأول : مرتكـزات المدنيـة في القـرآن الكريم .
الفصل الثاني : التخطيــط العمــراني والعمــارة في دولــــة الرســول .
الفصل الثالث : التخطيط العمراني والعمارة في دولة الخلفاء الراشدين .
الفصل الرابع : التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل في العصر الأمـوي .
الفصل الخامس : التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل في العصر العباسـي .
الفصل السادس : التخطيط العمراني والعمارة والتشكيل في عصر التفكك والانهيار.
الفصل السابع : التخطيط العمراني والعمارة والتشكيـل في الوقــت الراهــن .
الفصل الثامن : مرتكزات المدنية ومستقبل حضارة الإسلام [نحوتخطيـــط عمراني حضاري للمدنية الإسلامية] .