40,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
payback
0 °P sammeln
  • Format: PDF

في المصنفات التي خلت في حضارة الإسلام تناولنا كيف أن دين الله الخالص براء من أفكار وسلوكات الجاهلين والغلواء ثم أردفنا ذلك بتحليل مفهوم حضارة الإسلام وحاولنا صياغة نظرية نشوئها ثم أتبعنا ذلك التحليل بتفصيل تميز الإسلام بأسبقية الحضارة فيه على الثقافة وكيف أن التنظيم الإداري هو دائماُ وأبداً قرين الدعوة وبعد ذلك تناولنا بقية المقومات المختلفة لحضارة الإسلام المتمثلة في  تشكيل النظام الاجتماعي وفي الجيش ،وفي المدنية والعمران وأخيراً في العلوم الطبيعية وتطبيقاتها . وفي هذا المصنف نعكف على دراسة ومتابعة وتحليل ثلاثة قضايا حيوية ترتبط بحضارة الإسلام ألا وهي خصائص حضارة الإسلام ثم تطورها ثم…mehr

Produktbeschreibung
في المصنفات التي خلت في حضارة الإسلام تناولنا كيف أن دين الله الخالص براء من أفكار وسلوكات الجاهلين والغلواء ثم أردفنا ذلك بتحليل مفهوم حضارة الإسلام وحاولنا صياغة نظرية نشوئها ثم أتبعنا ذلك التحليل بتفصيل تميز الإسلام بأسبقية الحضارة فيه على الثقافة وكيف أن التنظيم الإداري هو دائماُ وأبداً قرين الدعوة وبعد ذلك تناولنا بقية المقومات المختلفة لحضارة الإسلام المتمثلة في  تشكيل النظام الاجتماعي وفي الجيش ،وفي المدنية والعمران وأخيراً في العلوم الطبيعية وتطبيقاتها .
وفي هذا المصنف نعكف على دراسة ومتابعة وتحليل ثلاثة قضايا حيوية ترتبط بحضارة الإسلام ألا وهي خصائص حضارة الإسلام ثم تطورها ثم علاقاتها بالحضارات الأخرى التي سبقتها والتي عاصرتها والتي أعقبتها .
إن حضارة الإسلام ذات خصوصية وتفرد وتبدو الخصوصية والتفرد أول ما تبدو في خصائص تلك الحضارة فخصائصها عديدة ومتنوعة وكلها تنحو شطر المثالية والنموذجية فحضارة الإسلام ترتبط عضوياً بالعقيدة الإسلامية وهي كذلك حضارة خالدة وتستمد الخلود والأبدية من ارتباطها بالعقيدة وأيضاً تتسم حضارة الإسلام بالكفاحية وهذه السمة ـ كما سبق وأوضحناها ـ ترتبط كذلك بالعقيدة كما تتسم تلك الحضارة بطغيان البعد أو العامل الأخلاقي على كافة مقوماتها وعناصرها ثم أنها تقيم توازناً بديعاً بين الروح والمادة وتتسم كذلك حضارة الإسلام بالإنسانية التي تخاطب في الإنسان روحه دون اعتبار لأية عوارض أو اعتبارات أخرى وهي أيضاً تتسم بالعالمية التي تتيح لها أن تجوب كافة الأماكن في العالم دون تخصيص أو تحديد ويرتبط بما تقدم سمة أخرى هي العمومية والشمول .
كذلك تتسم حضارة الإسلام بالتفاعل والتحاور مع ما سبقها وما عاصرها وما أعقبها من حضارات ويرتبط بسمة التفاعل والتحاور سمة أخرى هي سمة العطاء الدائم عن كافة السمات المتقدمة ينتج سمتان غاية في الأهمية والحيوية وهما الأصالة والمعاصرة أما آخر خصائص حضارة الإسلام فيتمثل في أسبقيتها على ثقافة الإسلام .
ومرة ثانية تبدو خصوصية وتفرد حضارة الإسلام في تطورها وانتقالها من مرحلة إلى أخرى فهي تبدأ بمرحلة وضع الأسس والأصول وهو عصر النبوة الزاهر ثم يعقب ذلك مرحلة الانطلاق وهو عصر الخلافة الراشدة ثم تأتي مرحلة الانطلاق والتفاعل وهو العصر الأموي ثم مرحلة التفاعل والتحاور والنضج والعطاء وهو العصر العباسي ثم تأتي مرحلة طويلة ومجدبة وهي مرحلة التفكك والانهيار وهي تبدأ من انهيار الخلافة العباسية وحتى السيطرة الأوربية وأخيراً تأتي مرحلة الركود والتبعية وهذه المرحلة تبدأ من السيطرة الأوربية وحتى الآن .
أما آخر معالم الخصوصية والتفرد في حضارة الإسلام فتبدو في العلاقات الخاصة بين حضارة الإسلام وبين الحضارات الأخرى التي سبقتها والتي عاصرتها والتي أعقبتها وقد أخذت تلك العلاقات عدة أنماط فالنمط الأول تمثل في نمط نشر الدعوة الإسلامية أو نمط العطاء الأبدي وهناك نمط التفاعل والتعاطي مع حضارات وثقافات الأمم التي دخلت إلى الإسلام ثم هناك نمط استقطاب العلوم من الحضارات القديمة والمعاصرة من خلال حركة ترجمة كثيفة وحيوية وهناك أيضاً نمط التطور والنتاج والإفراز الذاتي ذي الخصوصية وهي فترة العلوم الإسلامية ويأتي كذلك نمط النقل إلى أوربا عن طريق مثلث أو محور الشام ـ صقلية ـ الأندلس ثم يأتي نمط التوقف عن العطاء والتفاعل والتحاور وهو ما يعرف بالانقطاع وأخيراً يأتي نمط التبعية والاعتماد على الآخر وفقدان الذات الحضارية .
في هذا المصنف نتناول خصائص حضارة الإسلام وتطورها وعلاقاتها بالحضارات الأخرى من خلال ثلاثة أبواب على النحو التالي :
الباب الأول : خصائص حضارة الإسلام .
الباب الثاني : تطور حضارة الإسلام .
الباب الثالث : علاقات حضارة الإسلام .