30,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
payback
0 °P sammeln
  • Format: PDF

استخلاصاً من مصنف خلى انتهينا إلى أن ثقافة الإسلام وفق أصولها هي رؤية ووجهة العقل الجماعي المسلم المرتبط عضوياً بالمرجعيات الشرعية والمستندة إلى منطق مستقى من تلك المرجعيات تجاه كافة الظواهر ومتغيرات ومستجدات التفاعلات الاجتماعية والتي تخرج في شكل مخرجات ونماذج معينة عبر اللغة العربية واللغات والآليات الأخرى . وبعد أن فرغنا من تعريف الثقافة بشكل عام وتحليل مقوماتها أو مفرداتها وهي مرتبطة بالإسلام ومنسوبة إليه نفرغ في هذا المؤلف إلى درس وتحليل ثلاث مسائل مرتبطة ببعضها عضوياً وهي خصائص ثقافة الإسلام وتطورها وعلاقاتها بمن سواها من ثقافات أخرى . وتتمثل خصائص ثقافة الإسلام في تقدم حضارته عليها…mehr

Produktbeschreibung
استخلاصاً من مصنف خلى انتهينا إلى أن ثقافة الإسلام وفق أصولها هي رؤية ووجهة العقل الجماعي المسلم المرتبط عضوياً بالمرجعيات الشرعية والمستندة إلى منطق مستقى من تلك المرجعيات تجاه كافة الظواهر ومتغيرات ومستجدات التفاعلات الاجتماعية والتي تخرج في شكل مخرجات ونماذج معينة عبر اللغة العربية واللغات والآليات الأخرى .
وبعد أن فرغنا من تعريف الثقافة بشكل عام وتحليل مقوماتها أو مفرداتها وهي مرتبطة بالإسلام ومنسوبة إليه نفرغ في هذا المؤلف إلى درس وتحليل ثلاث مسائل مرتبطة ببعضها عضوياً وهي خصائص ثقافة الإسلام وتطورها وعلاقاتها بمن سواها من ثقافات أخرى .
وتتمثل خصائص ثقافة الإسلام في تقدم حضارته عليها لأسباب شرعية وبشرية واجتماعية ثم في غموض مفهوم ثقافة الإسلام لدى المسلمين منذ فترة طويلة بعد ظهور الإسلام ثم في الخلط غير المبرر بين الحضارة والثقافة والتي وقع فيه المسلمون كما وقع فيه غيرهم ثم في عدم وضوح مفاهيم ثقافة النص وثقافة الإسلام وثقافة المسلمين ولكل من هذه المفاهيم مبررات وجوده ونتائجه ثم في عدم وضوح مصادر ثقافة الإسلام لدى المسلمين ثم في اختفاء حقيقة المنطق الثقافي من أذهان المسلمين والخلط بينه وبين الطرح ثم في طغيان الفكر الذاتي على ثقافة الإسلام وصاحب ذلك الخلط بين الفقه والشرع إذ أن الفقه والتفسير وعلوم الدين كلها طرح من صميم ثقافة الإسلام أما الشرع فهو النص المقدس ثم في السماحة مع الثقافات القومية العرقية العنصرية مع تنظيفها وتنقيتها من إرسابات الكفر وشوائب الشرك والإلحاد وأخيراً تتمثل خصائص ثقافة الإسلام في استعداء ثقافة الشمال لثقافة الإسلام في مقابل تحسس الأخيرة وتخبطها .
لقد مرت ثقافة الإسلام بخصائصها سابقة التبيان بتطورات متعددة ومتتالية فلعل أول وأهم ما بدأت به ثقافة الإسلام تطورها هو ارتباط تطورها عضوياً بتطور العلاقة بين العقل المسلم والنص الشرعي .
والتحم هذا التفرد المهم بالمرحلة الأولى من تطور ثقافة الإسلام وهي مرحلة اجتهاد العقل من أجل التعامل المباشر مع النص [القرآن والسنة] بتفسيره وشرحه والإحسان في تطبيقه والالتزام به ولقد كانت ثقافة الإسلام بحق جديرة بأن تجلي بصدق ما أطلقناه عليها من نعت دقيق وهو كونها بكل اقتدار ثقافة النص .
ثم تلا ذلك مرحلة جديدة أكثر تطوراً في مسيرة ثقافة الإسلام ألا وهي مرحلة التحاور بين العقل والنص من أجل تفسير الظواهر الكونية والإنسانية الاجتماعية ومن ثم تأهلت ثقافة الإسلام لأن نطلق عليها بجدارة ثقافة الإسلام ولم تلبث أن انتقلت سريعاً إلى مرحلة جديدة وكأنها ملتصقة بسابقتها وذائبة فيها وهي مرحلة انطلاق العقل في التعاطي مع المتغيرات والمستجدات وتفسيرها واحتوائها وتطويعها من خلال استقراء النص والاستنباط منه ومن ثم استمرت ثقافة الإسلام وفيّة لنعتها بثقافة الإسلام ثم انتقلت ثقافة الإسلام من وضعها المقرب من النص المقدس المحبب إليه إلى مرحلة جديدة فارقة في تطورها وهي مرحلة انطلاق العقل في التعاطي مع الواقع من خلال قدراته واجتهاداته الذاتية مع الاحتفاظ بالنص كمرجعية تسند المنطق الثقافي فأصبحنا إزاء ثقافة المسلمين أو الثقافة الإسلامية !!
ولقد كانت المرحلة السابقة هي المقدمة الحتمية لمرحلة ليست بالمواتية في تطور ثقافة الإسلام وهي مرحلة انطلاق العقل المسلم في التعاطي مع الواقع منفرداً بعيداً عن النص المقدس ومن ثم بدأ الغموض والإبهام يخيمان على هوية ثقافة المسلمين أو الثقافة الإسلامية ثم واصل العقل المسلم جموحه مبتعداً عن النص .
ليبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة انطلاق العقل المسلم إلى التعاطي مع الواقع من خلال الاستعانة برؤى ومناطيق وطروحات ثقافية دخيلة والتبعية لها وهي بصدق كانت مرحلة الغموض والتبدد والتبعية .
من جماع خصائصها ومراحل تطورها وطدت ثقافة الإسلام علاقاتها بالثقافات الأخرى فكانت علاقتها بالثقافات السابقة على ظهور الإسلام مثالاً للحنكة والخبرة ونسق القيم ومعايير القياس والتقييم فاقتبست القيم السمين وطرحت الغث الوضيع أما علاقاتها بثقافات الآخر الذي عاصرها أو لحقها فقد جاءت سجالاً بين الجدال والتنافس بل والصراع في حين جاءت علاقتها بثقافات القوميات التي انضوت تحت لواء الإسلام مزيجاً من السماحة والحرص على تنقية تلك الثقافات من كل ما شابها من إرسابات الكفر والشرك والإلحاد التي سبقت دخول الإسلام .
في هذا المؤلف نتناول بالدرس والتحليل خصائص ثقافة الإسلام وكيف طبعت هذه الخصائص عملية التطور بمراحلها المتعددة التي مرت بها تلك الثقافة وكيف أثرت الخصائص والتطورات على علاقة ثقافة الإسلام بالثقافات الأخرى التي سبقتها وتلك التي عاصرتها ولحقت بها بعد بروزها وكذا ثقافات الأعراق والعناصر التي دخلت في نطاق الإسلام ،وسوف يتم ذلك الدرس والتحليل من خلال الفصول الثلاثة التالية : 
الفصل الأول : خصائص ثقافة الإسلام .
الفصل الثاني : تطور الثقافة الإسلامية .
الفصل الثالث : علاقات ثقافة الإسلام .