نناقش في هذا الكتاب ماهية مفهوم الإستراتيجية العالمية ثم تطور هذا المفهوم والأبعاد المختلفة له فمنذ بدء الخليقة والإنسان الذي حباه الله العقل والقدرة على التفكير والفكر الرشيد والإرادة والفعل الحر لا ينفك يمعن النظر في كل ما يعترض وجوده وتفاعله وتطوره
وقد صادفته عوارض كثيرة ومتنوعة وكانت دائماً بالرغم من صعوبتها وعسرها ترسخ من وجوده وتمكنه من التفاعل وتدفعه في اتجاه التطور .
وفي رحلته الطويلة مع الحياة عاين الإنسان الظواهر الكونية الطبيعية وخبُر الظواهر الإنسانية الاجتماعية فالأولى كانت بمثابة معطيات شكّلت عناصر وجوده وقدمت له مقومات التفاعل مع الوجود والثانية صنعها بنفسه وجعلها محفزات التطور في اتجاه الترقي والأمثل .
ولعلنا معنيون كذلك في هذا الكتاب بأن نكثف الضوء على إحدى القضايا الإنسانية الحيوية والملحة والمتطورة بل والمصاحبة للتطور الإنساني ألا وهي الإستراتيجية بوصفها أحد التفاعلات الإنسانية والسلوكات البشرية وكذا كونها أحد حقول المعرفة ذات الخصوصية.
فما هي إذن قصة الإنسان مع الإستراتيجية وهل تتسم هذه القضية بالعمومية شأن كثير من القضايا التي يعيها ويشترك في إدراكها أبناء الجنس البشري ومن ثم يتوحد موقف الجميع إزاءها أم أنها تتسم بالعمومية كموضوع ومدرك ولكن كل جماعة من الناس أصحاب عرق وعنصر يرونها بخصوصية ويتحدثون عنها بتفرد وذلك وفق منطقهم الثقافي وحسب هذا التحليل هل نملك نحن العرب والمسلمين طرحاً خاصاً إزاء هذه القضية ورؤية مميزة هذا ما سنقف عليه ونخوض فيه من خلال هذا الكتاب ومن خلال الفصل الثاني تحديداً حيث نعرض لتلك الرؤية في طورها المرجعي من القرآن الكريم ونقرنها بالممارسة التجريبية عبر معارك الفتح الإسلامي .
ثم نعكف علي تحليل ودراسة النظام الدولي العالمي فلا تزال دراسة وتحليل النظام الدولي العالمى إحدى المباحث المهمة التى ينبغى التركيز عليها عند البحث فى الإسترايجية العالمية وذلك لأن النظام الدولي العالمى والسيطرة عليه هو هدف استراتيجى مهم وهو فى ذات الوقت إحدى وسائل وآليات الإستراتيجية العالمية من خلال الفصول الثلاثة التالية ندرس الإستراتيجية العالمية في الطرحين العالمي والإسلامي ثم النظام الدولي العالمي وما بينهما من علاقة عضوية :
الفصل الأول : الإستراتيجية العالمية .
الفصل الثاني : رؤية الإسلام للاستراتيجية [الطرح المرجعي والممارسة التجريبية] .
الفصل الثالث : النظام الدولي العالمي .
وقد صادفته عوارض كثيرة ومتنوعة وكانت دائماً بالرغم من صعوبتها وعسرها ترسخ من وجوده وتمكنه من التفاعل وتدفعه في اتجاه التطور .
وفي رحلته الطويلة مع الحياة عاين الإنسان الظواهر الكونية الطبيعية وخبُر الظواهر الإنسانية الاجتماعية فالأولى كانت بمثابة معطيات شكّلت عناصر وجوده وقدمت له مقومات التفاعل مع الوجود والثانية صنعها بنفسه وجعلها محفزات التطور في اتجاه الترقي والأمثل .
ولعلنا معنيون كذلك في هذا الكتاب بأن نكثف الضوء على إحدى القضايا الإنسانية الحيوية والملحة والمتطورة بل والمصاحبة للتطور الإنساني ألا وهي الإستراتيجية بوصفها أحد التفاعلات الإنسانية والسلوكات البشرية وكذا كونها أحد حقول المعرفة ذات الخصوصية.
فما هي إذن قصة الإنسان مع الإستراتيجية وهل تتسم هذه القضية بالعمومية شأن كثير من القضايا التي يعيها ويشترك في إدراكها أبناء الجنس البشري ومن ثم يتوحد موقف الجميع إزاءها أم أنها تتسم بالعمومية كموضوع ومدرك ولكن كل جماعة من الناس أصحاب عرق وعنصر يرونها بخصوصية ويتحدثون عنها بتفرد وذلك وفق منطقهم الثقافي وحسب هذا التحليل هل نملك نحن العرب والمسلمين طرحاً خاصاً إزاء هذه القضية ورؤية مميزة هذا ما سنقف عليه ونخوض فيه من خلال هذا الكتاب ومن خلال الفصل الثاني تحديداً حيث نعرض لتلك الرؤية في طورها المرجعي من القرآن الكريم ونقرنها بالممارسة التجريبية عبر معارك الفتح الإسلامي .
ثم نعكف علي تحليل ودراسة النظام الدولي العالمي فلا تزال دراسة وتحليل النظام الدولي العالمى إحدى المباحث المهمة التى ينبغى التركيز عليها عند البحث فى الإسترايجية العالمية وذلك لأن النظام الدولي العالمى والسيطرة عليه هو هدف استراتيجى مهم وهو فى ذات الوقت إحدى وسائل وآليات الإستراتيجية العالمية من خلال الفصول الثلاثة التالية ندرس الإستراتيجية العالمية في الطرحين العالمي والإسلامي ثم النظام الدولي العالمي وما بينهما من علاقة عضوية :
الفصل الأول : الإستراتيجية العالمية .
الفصل الثاني : رؤية الإسلام للاستراتيجية [الطرح المرجعي والممارسة التجريبية] .
الفصل الثالث : النظام الدولي العالمي .