30,99 €
inkl. MwSt.
Sofort per Download lieferbar
  • Format: PDF

على مر تاريخه ومنذ أن خلقه الله والإنسان يفوق أقرانه من الدواب الأخرى بالعقل متعدد الملكات والتفكير ما فوق الغريزي والإرادة المنفردة وحرية الاخنيار فيما لم يقض به الله ومن ثم التأمت فطرته على أن يفكر في فعله قبل أن يفعله . وعليه كانت الظاهرة الفكرية الثقافية هي أول ظواهر الوجود الإساني وقد يقترن التفكير الإنساني بحركة تترجمه وتجسده في سلوكات وأفعال في واقعه ومحيطه . وقد يظل محض تفكير مجرد من الحركة والسلوك ينتظر الخروج إلى حيز الواقع في شكل حركة وسلوك وقد يضمحل وينطمر . والفكر والحركة يكونان منهج الحياة الذي إما أن يصنعه الإنسان لنفسه وإما أن يستنبطه من شرعة إلهية أرسلها الله إليه فتقود وتهدي…mehr

Produktbeschreibung
على مر تاريخه ومنذ أن خلقه الله والإنسان يفوق أقرانه من الدواب الأخرى بالعقل متعدد الملكات والتفكير ما فوق الغريزي والإرادة المنفردة وحرية الاخنيار فيما لم يقض به الله ومن ثم التأمت فطرته على أن يفكر في فعله قبل أن يفعله .
وعليه كانت الظاهرة الفكرية الثقافية هي أول ظواهر الوجود الإساني وقد يقترن التفكير الإنساني بحركة تترجمه وتجسده في سلوكات وأفعال في واقعه ومحيطه .
وقد يظل محض تفكير مجرد من الحركة والسلوك ينتظر الخروج إلى حيز الواقع في شكل حركة وسلوك وقد يضمحل وينطمر .
والفكر والحركة يكونان منهج الحياة الذي إما أن يصنعه الإنسان لنفسه وإما أن يستنبطه من شرعة إلهية أرسلها الله إليه فتقود وتهدي تفكيره وسلوكه معاً وتضبطهما ليباشر حركته في الكون والحياة .
وقد تناولنا بالدراسة والتحليل في مصنف مستقل الجانب الفكري من منهج الحياة وفق شرعة الإسلام المرتبط بالمرجعيات الشرعية .
ونتحول في هذا المؤلف إلى تفصيل وبحث الجانب التطبيقي من منهج الحياة الذي يترجم ويجسد الأفكار إلى سلوكات وحركات وأفعال تفضي إلى نماذج من العمران والمدنية بكل محتوياتها .
والجانب الحركي التطبيقي من منهج الحياة هو فعل إنساني دوماً يقوم به الإنسان حتى ولو كان الجانب الفكري مستنبط من مرجعيات شرعية .
ومن ثم فهذا الجانب هو الذي يعبر دوماً عن حصافة الفكر ورشده في حالة اتساقهما معاً كما يعبر عن اختلال الفكر ونقصانه في حالة التنافر بين الجانبين الفكري والعملي من منهج الحياة .
ولكن ما تجدر ملاحظته والتأكيد عليه هو أن السلوكات البشرية في الجانب التطبيقي من منهج الحياة قد لا ترتقي ولا تفلح في تطبيق الشق الفكري من منهج الحياة وفق ما جاء في المرجعيات الشرعية.
وفي هذه الحالة لا ينبغي أن يُنحى باللائمة على المرجعيات الشرعية ويُعمد إلى تخطيئها ولكن يجب البحث في قصور وتقاعس التطبيق الإنساني الذي لم يرتق إلى مستوى المرجعيات ويستوعب مكنوناتها ويطبقها في واقعه الذي يعيشه .
وثمة تماهي بين الشق الحركي التطبيقي في منهج الحياة وبين الحضارة إذ يندمج ذلك الشق في الحضارة بمفرداتها ليصبح جزءً منها قد يصعب الفصل بينهما إلا في حالة التحليل فقط .
والشق التطبيقي في منهج الحياة هو ذاته تفاعل مع عناصر الوجود وعليه فالحضارة صنيعة الشق التطبيقي من منهج الحياة كما أن ذلك الشق الفعال في الحضارة هو الذي يميز بين الحضارة ذات المرجعيات الشرعية والأخرى نتاج الفكر الإنساني الخالص .
وللمرجعيات الشرعية الإسلامية رؤيتها الخاصة المتفردة للشق الحركي في منهج الحياة الذي تطور على مدى التاريخ الإسلامي على نفس وتيرة تطور الشق الفكري .
يؤكد تاريخ البشر على أن الفكر والسلوك للجماعات البشرية والمجتمعات الإنسانية يخلفان على الدوام علاقات وروابط قد تكون سالبة فتجنح نحو الصراع .
وقد تكون إيجابية فتتجه نحو التلاقي والتعاون وتتجلى إفرازات الفكر والسلوك الآدمي في مجموعة من التفاعلات هي الفكر والثقافة ثم الأيديولوجيا أو منهج الحياة ثم الحضارة ثم الإرادة الإنسانية .
ومن المهم والحيوي في هذا المؤلف أن نقف على البعد الصراعي في التفاعلات البشرية وهي الصراع الفكري الثقافي والصراع الأيديولوجي والتنافس الحضاري وأخيراً صراع الإرادات البشرية .
ونتناول الشق الحركي في منهج الحياة (الأيديولوجيا) في هذا المؤلف عبر خمسة فصول على النحو التالي :
الفصل الأول : في ماهية الشق الحركي التطبيقي في منهج الحياة (الأيديولوجيا) .
الفصل الثاني : علاقة الشق الحركي في منهج الحياة بالحضارة .
الفصل الثالث : رؤية المرجعيات الشرعية الإسلامية للشق الحركي في منهج الحياة .
الفصل الرابع : تطور الشق الحركي في منهج الحياة (الأيديولوجيا) على مر التاريخ الإسلامي .
الفصل الخامس : رؤية الإسلام للصراع البشري (الفكري والعضوي) .