تُعرف البقعة من العالَم بالشَّعب الذي يسكنها، ويُعرف الشَّعب — ضمن أهم ما يُعرف به — بنسائه اللاتي يُمثِّلن مَرايا لثقافته ويُسهِمن بدور فاعلٍ في تشكيل تلك الثقافة. في هذا الكتاب الغني بالمعلومات، يُقدِّم الرحَّالة المصري «محمد ثابت» عرضًا بانوراميًّا شائقًا، نرى فيه نساءَ عالَمِ منتصفِ القرن العشرين، شرقًا وغربًا، الأوروبيات منهن والأمريكيات والأستراليات والأفريقيات والآسيويات؛ نراهنَّ كما رآهنَّ الرحَّالة في رحلاته، بمُختلِف سماتهن وأزيائهن وأدوارهن؛ نرى ملامحهن كما ترسمها وتُبرزها مجتمعاتهن، وكما يُقيِّمها الباحث انطلاقًا من خلفيته الثقافية الخاصة، التي تجعله يُفرق بين المرأة الإنجليزية الجميلة البسيطة والفرنسية المُتجملة إلى حدِّ المُجون، وبين الإيطالية المُخلصة لزوجها والإسبانية المُتفانية في سبيل أبنائها، وبين الأمريكيات المتعلمات اللاتي يحظَين باحترام الرجال والأستراليات الجاهلات اللاتي يَمِلن إلى الإباحية، وبين وقار التركيات السافرات ومبالَغة الأفغانيات في التحجُّب، ويَنظر بتقديرٍ كبير إلى تأدُّب اليابانيات، وباندهاشٍ إلى ثقافة الزينة واللباس عند نساء القبائل الأفريقية، إلى آخِر تلك المقارنات والمشاهدات التي يُوثِّق الكثيرَ منها بالصور.