يتحدث كتاب "قلب العراق رحلات وتاريخ" لمؤلفه أمين الريحاني، عن رحلته التي قام بها إلى العراق، حيث تخطت رحلته هذه حدود الزمان والمكان، إذ أن الحضارات القديمة والعظيمة حاضرةً في زاويةٍ وركنٍ من العراق، وموجودة في آثاره النفيسَة التي تقف شاهدةً على هذه الحضارات، وتتجسد أيضاً في الأجواء التي تعبق فيها قصور الخلفاء العباسيين الموجودة في مدينة بغداد الضاربة في السحر والعراقة، حيث كانت بغداد حاضرة الخلافة العباسية، وقد ظلت شاهدةً على البطولات العربية، وارتفاع رايات العروبة، والدماء العربية الزكية التي جرت على أراضيها، وربما أكثر ما أثر في نفس الكاتب الثائر والقومي "أمين الريحاني" ليسافرَ من بلده لبنان إلى مدن العراق هي الدماء العربية التي جرت على أراضي العراق، خصوصاً بعد ثورة العشرين التي قامت في أوائل القرن العشرين، فذهب للعراق واختلط بسكانها ولاحظ بأم عينه تنوعِهم العرقي والديني والثقافي، كما شاهد الحركة التعليمية والثقافية، وعلى ما يبدو أن الرغبة التي تشتعل في طبيعة الكاتب الثائرة في أن يكون الأفضل، جعلته يتخطى كل ما شاهده من مساوئ سياسية واجتماعية، وأشار فقط إلى عظمة العراق وعظمة شعبه.