«نقد كتاب الشعر الجاهلي» كتابٌ في النّقد صاغَه العالم والباحث الفلسفي محمد فريد وجدي، أسّس فيه لغرضين، الأوّل هو مناقشته مسائل تتعلق بتكوين الأمة الإسلامية، والتي لا يتفق حكمه فيها مع المقررات التَّاريخيَّة، ولا الأصول الاجتماعية. وقد رأى أن التغاضي عنها أمرٌ يضرّ بأبناء الجيل الناشئ الذي عهده في حياته، حيث يمرّون بنقلة سريعةٍ غير متوازنة في حياتهم. والغرض الثاني الذي سعى إليه هو مقابلة ثمرات الجامعة المصرية الأولى بما تستحقه من العناية، من نقد وتمحيص. جاء هذا الكتاب ردًّا على كتاب الشعر الجاهلي الذي وضعه طه حسين، والذي أحدث ثورةً وجلبةً كبيرة، استدعت علماء الأزهر وقتئذٍ أن يُجمعوا على المطالبة بمنع تدريس هذا الكتاب في الجامعة، لما فيه من آراء، وأحداث ومفاصل مغالطة استمدّها حسين من تاريخ الشعر الجاهلي، كما أنه أُشيرَ إليه بالكفر والإلحاد لما تحمله مضامين الكتاب من إجحافٍ وجحود كبير بالنهضة الإنسانيّة عاليةَ الشأن التي قام بها الإسلام، والذي لا يُنكَر فضله على البشريّة حتى يومنا هذا.