هل فعلاً هو وصل إلى الحرية؟. أم تحرر من فكر كان يتصارع مع رغباته الشخصية؟ فهو لا يتكلم إلا عن مهاجمته للأفكار التي آذته وآذت الناس كما يقول، ولكن أين الأفكار التي تخدم الناس والعالم؟ وهل مشكلته كمشكلة الكثيرين؟ أهي (وهم الحقيقة) وضرورة الاستيقاظ من الزيف الذي أدخله إلى نفسه عامل الخوف والرقيب الداخلي الذي يسكن داخلهُ؟. أم هو فطرته الحقيقة وصوته الداخلي الذي يطالبه بالنجاة من ظلام أفكاره وحياته؟ فكثيرون لا يعرفون حقيقة هذا الصراع، ولا يؤمنون بالروح أو بالصوت الداخلي، أو لا يؤمنون بأنفسهم حق الإيمان، وبأن الحقيقة تنطلق من داخلهم فتدفعهم ليتساءلوا ويتفكروا في شؤون حياتهم، ولكن لأن البرمجة والمعتقدات المجتمعية تقيدهم وتمنعهم من التغلغل في ذواتهم؛ لذا يهربون إلى العالم الخارجي، يهربون إلى النسيان، إلى الغضب، إلى اعتناق أفكار التحرر المزيف، دون التفكير بالثورة، بالانقلاب على كل المعتقدات والبرمجة الغيرية ومعالجتها وحل معضلاتها، أو بالأحرى التغيير نحو الأفضل. ولا يعلم هؤلاء الناس أنهم يبنون معتقدات جديدة، ويخضعون بسلبيتهم إلى برمجة جديدة للأعصاب، تدخلهم تحت لواء قيادة جديدة؛ فقد تعودوا أن يكونوا العبيد الذين يسمعون وينفذون ويكرون ما يقوله القادة الجدد لهم، ويتبعون قوانين قادتهم، ويشجعون ما يكتبونه، ويصدقون بحقيقة واحدة لقادة تفكيرهم، فيرون أنها حقيقتهم التي تنجيهم من المهالك؛ فهم لا يبنون حقيقة خاصة منطلقة من داخلهم، وهم لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا الحقائق الحقّة. هم يحطمون صنمًا ويبنون أصنامًا جددًا؛ لأنهم لم يغيروا بعض أفكارهم فإنهم يثورون على ظالم ويمجدون ظالمًا جديدًا؛ لأنهم لم يخرجوا من دور الضحية، فهل نتحرر من فكرتهم عن الحرية ونصنع لأنفسنا مفهوم جديد للحرية؟!