أراد الناس الهروب من الخواء فعمَّروا المدن الكبيرة وصاروا مسنناتٍ ومطارق وحقائب وقبَّعات. ... أراد أهل المدن أن يعودوا إلى الطبيعة عندما تكسَّرت عظامهم فملأوا شرفاتهم بالورود والعرائش وربَّوا قططاً وكلاباً في البيوت. ... جعلوا المدن حصينة ومسوَّرة يحوطها الجنود وتحرسها الطائرات. ... حين تنشب الحروب ستظل ورود الشرفات على قيد الحياة وتشتعل المعارك في جبال القرى. ... سيموت الفلاحون والحصادون وسائقو الشاحنات لكن المحاصيل ستظل تتدفق إلى رفوف المتاجر.