تعتبر قصيدة "لامية العجم" للطغرائي واحدة من أبرز النصوص الشعرية التي نالت إعجاب الأدباء والدارسين عبر العصور، حيث غمرتها الدراسات والشروحات المتنوعة من حفظ، رواية، شرح، تخميس، وترجمة. القصيدة التي أثارت الكثير من الشراح والمؤرخين لتفصيل مضامينها وإبراز جمالياتها الأدبية. في هذا السياق، يبرز شرح صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المعنون "الغيث المسجم"، كمنارة معرفية شاملة لتفسيرات هذه القصيدة. لقد كان هذا الشرح مصدر إلهام للكثير من الشراح لاحقًا، ومع ذلك، نجد في تفصيلاته استطرادات وتطويلات أحيانًا، مما دعا اللاحقين إلى تقديم ملخصات مختصرة لأعمال الصفدي. ومن خلال التقديم الذي نجده في النسخ المخطوطة لشروحات لاحقة، نلمس جهودًا مستمرة لتبسيط وتركيز النقاش الأدبي واللغوي حول القصيدة، وذلك في محاولة لجعلها أكثر إفادة وسهولة للأجيال الجديدة من القراء والدارسين. إن كل من يتطلع لاكتشاف العمق الأخلاقي والنفسي لهذا النص العربي الفريد، سيجد في "لامية العجم" كنزًا لا يفنى، يظل يشع بالحكمة والجمال عبر الزمن.