الحداثة في مجتمعات الخليج العربيّ ظهرها إلى الجدار؛ لأنّ التّحديث فيها ما زال يتّكئ على الجانب العمرانيّ - المظهري غير الخافي على الأعين، وهذا الجدار نفسه، يتحوّل، مع مرور الوقت، إلى صدّ بوجه تقدّم الحداثة، حين يُفهم أن هذا العمران هو نفسه الحداثة، وما هو بذلك.وإذا كانت المدينة الخليجيّة الجديدة تكاد لا تشبه في شيء الصّورة التي كانت عليها قبل عقود فقط، فإنّ الحداثة المنشودة هي تلك التي تضرب بجذورها عميقًا في البنيان الاجتماعيّ، الثّقافيّ، السّياسيّ، بديلًا للبنى التّقليديّة المحافظة التي ما زالت تعيد إنتاج نفسها، ثقافيًّا واجتماعيًا، وتكفّ عن الاتّكاء على الجدار. وبهذا المعنى فإنّ الطّريق نحو هذه الحداثة لا يزال طويلًا وشاقًّا، خاصّة مع أوجه التّراجع عن بعض ما تحقّق من أوجه تحديث اجتماعيّ وثقافيّ في عقود سابقة.