كان لأيوس بن لبدكوس مُلكًا على مدينة ثيبة، فأنذره وحي الآلهة بأنه سيُقتل بيد ابنٍ يُولد له، وما هي إلا أن وُلد له صبي فأمر الملك بطرحه في العراء على جبل يقال له كيتيرون. ولكن الراعيَ الذي أُمر بذلك أشفق على الصبي فأسلمه إلى رعاة بوليبوس ملك مدينة كورنتوس، وهؤلاء أسلموه إلى مولاهم فرباه وقام دونه حتى شبَّ. ثم أخذ الفتى يسمع تعريضًا بمولده فخرج يستشير الآلهة، فأوحوا إليه أنه إن عاد إلى وطنه فسيقتلُ أباه وسيتزوج أمه، فعدل الفتى عن مدينة كورنتوس وقصد إلى مدينة ثيبة، والتقى في طريقه إليها برجل شيخ في بعض حرسه فكان بينهم وبين الشيخ شجارٌ، فعدا الفتى على الشيخ فقتله. ومضى في طريقه حتى وصل إلى مدينة ثيبة، وإذا حيوان غريب مهلك قد قام على صخرة قريبًا من المدينة، يلقي على كل من مرَّ به لغزًا فإن لم يحله عدا عليه الحيوان فافترسه. وكان أهل ثيبة قد عرفوا موت ملكهم الشيخ في طريقه، ولم يعرفوا قاتله، وكان الهلع قد ملأ قلوبهم لمكان هذا الحيوان من مدينتهم وسوء أثره فيهم. طه حسين