التأملات الميتافيزيقية من روائع المؤلفات الفلسفية على الإطلاق، وهي بلا ريب أهم أجزاء الفلسفة الديكارتية وأجدرها بالاعتبار. ونظرة إلى المسائل التي تناولتها والحقائق التي بينتها تقنعنا بأنها أوفى ما ألف الفيلسوف في الميتافيزيقا بوجه عام، وأبدع ما كتب في النفس الإنسانية ووجود الله بوجه خاص كما يشير إلى ذلك النص الكامل لعنوان الكتاب "تأملات في الفلسفة الأولى: وفيها يبرهن على وجود الله وخلود النفس"، وقد التزم ديكارت في شرح المسائل الميتافيزيقية سبيلا قل سالكوه، وبعد عن الطريق المألوف بعدا كبيرا. ألف ديكارت هذا الكتاب ليعرض مذهبه الميتافيزيقي عرضا علميا منظما. ويلاحظ أن الفيلسوف كان يحيل من أراد الوقوف على جملة نظرياته في الميتافيزيقا إلى هذا الكتاب وحده دون سائر كتبه