الأدب المصري القديم نتاج فترة طويلة استغرقت قروناً وأجيالاً تزيد كثيراً على ثلاثة آلاف عام، اختلفت فيها طرزه وأساليبه من عهد إلى عهد. وهو يتميز في مجموعه ببساطته ووضوحه، وواقعيته وقصر جمله وسداده وإحكامه، وهدوئه واتزانه، وأنه أدب هادف عملي على صلة بالدين لا يرمي إلى التسلية الرخيصة. وفي هذا كله يتردد صدى البيئة التي نشأ فيها وطبيعة منشئيه، إذ يصور طبيعة مصر؛ وعادات المجتمع المصري وأخلاقه على اختلاف طبقاته، وذلك في صورة حية صادقة، وبتفاصيل شيقة تكشف عن الروح المصرية؛ وما تتميز به من دعابة وفكاهة. وفيه تتراءى كذلك أحداث كل عصر، وتتمثل صفاته وأفكاره بما لا يدع مجالاً للشك في أنه في ظاهره وجوهره مصري النشأة والأصل، لم يؤثر فيه عنصر أجنبي دخيل عليه، فأخيلته وأفكاره، وأساليبه ومعانيه تنم على تصورات المصريين وعقائدهم، وتشف عن أحاسيسهم ومشاعرهم، وتنبئ عن تجاربهم وأحداثهم وتحكي عن مخاوفهم وآمالهم، على نحو ما تفعل ذلك فنونهم وصناعاتهم.